بدأت في ٢٧ من كانون الأول العام الماضي بتصوير سلسلة من اليوميات المصورة جمعتها في وسم "يومي في ثواني". وهي عبارة عن مجموعة من مقاطع الفيديو التي لا تتعدى ال١٥ ثانية أجمع فيها مقاطع قصيرة لتوثيق لمحات من يومي. ففي كل يوم أحاول التقاط مقاطع فيديو قصيرة جداً، تتراوح بين الثانية الواحدة والخمس ثوانٍ، ثم أحررها وأقصرها وأجمعها بشكل متسلسل بحيث يكون مجموع الثواني خمس عشرة ثانية.
شاركت تلك المقاطع اليومية بمثابرة وانتظام على مدى الثلاثة أشهر الماضية على حسابي في انستجرام. كانت نشاطاً إبداعياً يومياً، دفعني لصناعة محتوىً بشكل شبه يومي. كان ممتعاً وحظي بتفاعل واسع من قبل الأهل والأصدقاء.
لكني في هذا الأسبوع، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، بت أفكر في استمرارية هذا المشروع الشخصي. بعد ٣ أشهر، أستطيع أن أشارك بعض الانطباعات والدروس المستفادة من التجربة.
الجوانب اللطيفة في التجربة:
- ملاحظة تفاصيل يومية بسيطة
لأني كنت بحاجة إلى لقطات منوعة لصناعة اليوميات المصورة، كان علي ملاحظة تفاصيل صغيرة وتوثيقها. ساعدني ذلك على رؤية قطرات المطر على حوض النباتات، أو وضعية ظريفة لأحد القطط، وحركة الناس في شارع يعجّ بالحياة والمارة، ولون السماء وقت الغروب. كثير من تلك التفاصيل كنت لأغفل عنها في خضم الحياة اليومية لولا تلك العدسة المتفحصة التي كانت تيقّظني وتلزمني بإنتاج مقطع فيديو في آخر اليوم.
تجدر الإشارة إلى أن الأيام التي كانت تلقى تفاعلاً أكثر، هي تلك الأيام الهادئة التي كنت أقضيها في المنزل. على خلاف ما كنت أتوقع، فإن الأيام الحافلة بالأحداث أو الرحلات لم تكن تشد الانتباه بقدر ما كانت تفعل الأيام بطيئة الوتيرة. بعد شيء من التفكير يبدو ذلك منطقياً، أليس كذلك؟ من بحاجة لرؤية يوم استثنائي شيّق لشخص آخر في مدينة أخرى لا يستطيع هو/هي الذهاب إليها والقيام بأنشطة مشابهة؟
أظن أننا نميل لما يشبهنا ويشبه حياتنا ونتواصل معه. أؤمن بأن لدى الجماهير المتلقية على منصات التواصل الاجتماعي فراسة لا يستهان بها، وقدرة على الإحساس بالمحتوى المتكلف المتقن المبالغ بصنعه من جهة، وذلك العفوي الذي صُنع بتلقائية ودون رغبة بالاستغراض من جهة أخرى. كثيرون - وأنا شخصياً منهم- تلفت انتباههم تفاصيل الحياة اليومية العادية الرتيبة الصغيرة. لذلك كنت أسعد دائماً بالتعليقات والمشاركات أن مقاطع "يومي في ثوانٍ" شجعت البعض على ملاحظة التفاصيل اليومية الصغيرة والاستمتاع بها بشكل أكبر.
- تقدير الطقوس العائلية والاجتماعية:
الاجتماع على مائدة الفطور، أو أحاديث فنجان القهوة، أو الكنكنة في الشتاء ، وغيرها من الطقوس اليومية التي كنت أظن أنها اعتيادية للملايين من الناس، أصبحت أراها من منظور آخر.
ذكرني التفاعل والتعليقات بأن الكثير من الأمور ليست تحصيلاً حاصلاً، وأنها من النعم المغبون بها كثير من الناس.
كنت أتلقى العديد من التعليقات الدافئة المليئة بالنوستالجيا لأيام مضت، أو لمغتربين مشتاقين للمّة العائلية. وحتى أني تلقيت رسائل مؤثرة من أصدقاء على انستجرام كانت تذكرهم مقاطع الفيديو تلك بأيام سوريا التي اضطروا لمغادرتها، لبيت الجد، والاجتماعات العائلية. كنت أشعر بالغصّة والخجل من تلك الرسائل، وكنت أخاف أن تبعث تلك المقاطع المرارة والحزن على أيام مضت لدى الكثيرين. إلا أن تلك الرسائل غالباً ما كانت تصاحبها كلمات تشجيع لطيفة تطلب الاستمرار في صنع محتوى مشابه، حيث أنها تذكر مرسليها بذكريات جميلة.
- صناعة المحتوى كنشاط تشاركي
من اللطيف أن يشترك أفراد العائلة والأصدقاء في صناعة تلك المقاطع. كنت أركز دائماً على عفوية اللقطات وأن تكون مصورة بتلقائية وبنفس اليوم. لكني كنت أحتاج للمساعدة في أحيانٍ كثيرة، كتثبيت كاميرا الهاتف، أو تصوير لقطة ما (كإزالة ورقة الروزنامة اليومية التي يساعدني فيها أخي عبد الحميد)، أو الأفكار التي كان يقترحها بمرح الأقارب والأصدقاء. خالتي وبنات خالتي مثلاً كانوا يتعاونون دائماً ويذكروني بحماسة بتصوير لقطة ما من زياراتنا العائلية، وكانوا متعاونين جداً ويساعدونني في الإضاءة و زوايا التصوير. عمتي أيضاً كانت شديدة الصبر، وتحملتني بكل حبّ في أيام عديدة كذلك اليوم الذي صورتها فيه وهي تصنع الكراوية أو في أحد أيام الجُمع وهي تسكب المنسف (عوضاً عن مساعدتها). خلقت مقاطع "يومي في ثوان" شيئاً من المرح، وأضحت نشاطاً تفاعلياً يشترك فيه الحاضرون في تلك الأيام، ويترقبونه نهاية اليوم ليروا الثانية التي ظهروا فيها.
هناك أيضاً بُعد تفاعلي تشاركي آخر، وهو اهتمام الكثيرين بتجربة التوثيق اليومية، وقيامها بعمل نسخهم الخاصة من "يومي في ثوانٍ". شاركني العديدون مقاطع جميلة قاموا بإنتاجها لتوثيق رحلات أو أيام معينة. كنت أسعد كثيراً عندما يرسلونها لي بشكل خاص أو يشاركونها على الوسم (#يومي ـ في ـ ثواني). ساعدتني تلك المشاركات الجميلة من حول العالم، ومن الوطن العربي تحديداً، على التعرف على أصدقاء انستجراميين لم أرهم يوماً وجهاً لوجه. كانت تأخذني إلى مدنهم، أشرب معهم قهوة الصباح، وأستقل معهم المواصلات، وأشتري معهم الخضار الموسمية من الأسواق الشعبية، وأرى العالم من خلال أعينهم. الحياة في الكويت، والدار البيضاء، والقاهرة وغيرها من المدن التي لم أذهب إليها (بعد :))، حياة حقيقية محلية أصلية بعيون أصحابها.
- الالتزام والمواظبة
عند النظر بأثر رجعي إلى الثلاثة أشهر الماضية، أشعر بالرضى والسعادة لتمكني من الالتزام بذلك المشروع الشخصي والمواظبة عليه يومياً. "يومي في ثوانٍ" كان بمثابة دورة شخصية مكثفة لتطوير مهارات التصوير وتحرير مقاطع الفيديو ومشاركة محتوى بشكل منتظم على حسابي في انستجرام.
الجوانب السلبية في التجربة:
- الاضطرار إلى إبقاء الهاتف في متناول اليد طوال الوقت
بعض اللقطات مخطط لها، والبعض الآخر عفويٌ لا نعرف متى يحصل. لذلك كان لا بد من إبقاء الهاتف قريباً، ومشحوناً، وبذاكرة كافية لتخزين مقاطع الفيديو الكثيرة، غير تحرير المقاطع مساء كل يوم. كل ذلك كان مجهوداً لا بأس به. بسبب ذلك أشعر أني بحاجة إلى استراحة (فأنا أشتاق لحميتي الإلكترونية)، استراحة من التصوير ومن وهج الشاشات ومن بعض التشتت هنا وهناك.
- الاختزال
اليوم ٢٤ ساعة، ١٤٤٠ دقيقة، ٨٦٤٠٠ ثانية. نحن نقتطع من تلك ٨٦٤٠٠ ثانية ١٥ ثانية فقط لنوثق كيف كان ذلك اليوم. بالتأكيد لن نستطيع عكس صورة واقعية لمجريات الأحداث السلبية والإيجابية. سنميل إلى توثيق ما هو جميل منها، ولذلك من السهل الوقوع في فخ الأيام المثالية بالغة السعادة التي ليس لها وجود على أرض الواقع. لذلك فإن واقعية ذلك محتوى مشكوك بأمرها.
ختاماً، لا أدري إن كنت سأكمل صناعة تلك المقاطع أو لا. ربما أشاركها بين الحين والآخر، أو ربما ألزم نفسي ثانية بها استكمالاً للنشاط التوثيقي طالما أن لدي القدرة والوقت لذلك. أو ربما يجب أن استحدث فكرة إبداعية أخرى ألزم نفسي بها الفترة القادمة. لست أدري بعد.
لما رفعت الصفحة في ستوري انستغرام كنت ناوية أحفظها لقراءتها لاحقاً ، لكن اللي صار أني بديت بالمقدمة بس عشان اشوق نفسي للعودة لها .. ألاقيني وصلت لنهاية التدوينه بدون ما احس بنفسي! أحب أسلوب كتابتك روان .. أحبه جداً جداً () ()
ردحذفشكراً شكراً يا فاطمة :) سعيدة جداً لان التدوينة أعجبتك
حذفوبالمناسبة .. يعجبني كثيراً أسلوبك في تصميم وإنتاج مقاطع الفيديو :) ما شاء الله عندك لمسة وبتستخدمي تطبيقات مميزة
بتمنالك كل التوفيق صديقتي وشاكرة لمرورك وتعليقك
شخصيا لما كنت الاقي يومياتك بين الinstagtam stories كنت تقريبا عطول أحضرها .. فيها دفء وبتعطيني شعور بإني حابة فعلا ارجع استمتع بمتل هيك تفاصيل ..
ردحذفو يمكن السر الأهم فيها كان إنها مختصرة .. فما بتحسي بثقل منها أبدا "كمتلقّي"
ممكن تاخدي فترة وترجعي بس برأيي خليكي شوي مكملة بهلفكرة الحلوة .. ♡
يعطيك العافية
الله يعافيكِ :) شكراً يا بيان
حذفشاكرة لاهتمامك ومتابعتك وسعيدة انه المحتوى كان خفيف ظريف بالنسبة الك وكان يترك عندك هذه الانطباعات الجميلة.
كل ما ألاقي الوقت والطاقة رح أحاول أستمر بصنع محتوى مشابه إن شاء الله
كنت كتير حب هي اللحظات شكرا للطفك و عفويتك و بتمنى تشاركينا طريقة التحرير
ردحذفشكراً الك يا نور :) والله هاد من لطفك انت
حذفالتطبيق اسمه InShot
رابط التطبيق: https://play.google.com/store/apps/details?id=com.camerasideas.instashot&hl=ar
استخدامه سهل
روان كنت دايما استنى تنزلي مقطع يومي في ثواني، من أجمل الاشياء اللي بتابعها على انستغرام و من زمان بدي اعبرلك قديه رهيبة و مبدعة و دافئة المقاطع تبعتك! كتير عفوية و تصوير مميز جدا و طبعا الظهور الدائم لزيتونة بعطيها رونق مختلف..
ردحذفإذا قررتي إيقاف يومي في ثواني سأكون بانتظار أي محتوى جديد من إبداعاتك.
:)
حذفروان كنت دايما استنى تنزلي مقطع يومي في ثواني، من أجمل الاشياء اللي بتابعها على انستغرام و من زمان بدي اعبرلك قديه رهيبة و مبدعة و دافئة المقاطع تبعتك! كتير عفوية و تصوير مميز جدا و طبعا الظهور الدائم لزيتونة بعطيها رونق مختلف..
ردحذفإذا قررتي إيقاف يومي في ثواني سأكون بانتظار أي محتوى جديد من إبداعاتك.
شكراً كتير ايناس :)) أنا كتير سعيدة انه المقاطع اليومية المصورة بتعجبك
حذفللأمانة أنا كنت خابفة انها تتحول لمحتوى روتيني وممل، بس سبحان الله، كأنه كل يوم بيجي وبتيجي معه تفاصيله الخاصة .. وقت ما أتطلع بشكل رجعي بلاحظ تعاقب الفصول أو أيام مميزة توثيقها جعل استرجاعها أسهل :)
كتير كان في رسائل تشجيع وهي يلي خلتني أكمل .. رح أحاول أستمر حتى ألاقي بديل، أو أعملها بوتيرة تانية
شاكرة كتير لتشجيعك وتعليقك اللطيف ^.^
If you're looking to burn fat then you have to jump on this brand new custom keto plan.
ردحذفTo create this keto diet, licensed nutritionists, personal trainers, and top chefs joined together to provide keto meal plans that are useful, convenient, money-efficient, and enjoyable.
Since their first launch in 2019, 1000's of clients have already completely transformed their figure and health with the benefits a proper keto plan can provide.
Speaking of benefits; in this link, you'll discover eight scientifically-certified ones offered by the keto plan.
Did you realize there is a 12 word sentence you can say to your partner... that will induce intense feelings of love and instinctual appeal for you buried within his chest?
ردحذفBecause hidden in these 12 words is a "secret signal" that triggers a man's impulse to love, look after and care for you with his entire heart...
12 Words That Fuel A Man's Desire Response
This impulse is so built-in to a man's mind that it will make him try better than ever before to build your relationship stronger.
As a matter of fact, fueling this mighty impulse is so important to getting the best ever relationship with your man that as soon as you send your man a "Secret Signal"...
...You will soon find him expose his heart and soul to you in such a way he haven't expressed before and he'll see you as the one and only woman in the world who has ever truly appealed to him.
هل يمكن مشاركتنا التطبيق الذي تجمعين فيه الصور مع بعضها؟ كما في هذه التدوينة و تدويناتك الأخرى، لا أتحدث عن تجميع مقاطع الفيديو :)
ردحذف