مباراة حماسية

كانت المرة الأولى في حياتي التي أشاهد فيها مباراة كرة قدم في الملعب، وأظن أني كنت محظوظة لأن تكون تلك المرة الأولى في ميونخ في ملعب “الينز أرينا” والمبارة كانت بين بايرن ميونخ و باير ليفركوزه. عندما وصلنا إلى المدينة صباحاً كان ملفتاً عدد الأشخاص الذين يرتدون قميص نادي بايرن ميونخ الأحمر، كباراً وصغاراً، في كل مكان، في وسط المدينة وفي الحدائق والقطارات، كان لذلك أجواء احتفالية تشجعك لأن تكون جزءاً من ذلك الحدث، فالعديد من الأشخاص في المجموعة التي كنت معها توقفوا لشراء قمصان ليرتدوها في المباراة أيضاً.




الملعب الضخم والذي يتسع لأكثر من ٧٠ ألف متفرجٍ كان منظماً بطريقة مبهرة، عشرات البوابات الرئيسية ومئات البوابات الفرعية، كل يمشي حسب تذكرته ليجلس في مدرج معين وصف معين ومقعد معين. 
وأكثر ما لفتني الأجواء العائلية، الحياة العامة المتوازنة تبهرني! لاحظت أن معظم الأماكن في ألمانيا للجميع، فلا يوجد محل ذهبت إليه وجدته حكراً للبالغين ولا يوجد فيه أطفال بشكل طبيعي، أو كبار سن من الجنسين بمختلف الأعمار والاحتياجات الحركية، دائماً ما أرى عشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة مع أسرهم، وأمهات مع أبنائهم، وإخوة معاً يشتركون بعدد من الملامح ودرجة لون شعرهم الأشقر متطابقة (هكذا أتأكد من أنهم إخوة :)) وبالطبع مجموعات متفاوتة في الحجم من الأصدقاء.



أجمل ما في المباراة كان تفاعل المشجعين، أعتقد أنه لولا التشجيع المنظم للحضور كانت المباراة ستكون مملة قليلاً. في الصف الذي خلفي كان هناك شبان متحمسون غنّوا النشيد الرسمي لنادي بايرن ميونخ حتى أن أصواتهم بُحت في النصف ساعة الأولى من المباراة.


أما عن جزءي المفضل فقد كان عند تسجيل الأهداف. كان في المباراة شخص مثل عريف الحفل - أظن أن هذا أقرب وصف لوظيفته -  بدأ بالترحيب بالحضور، ولم يكن يقوم بأي تعليق خلال المباراة، فقط وقت الأهداف يحاور الجمهور بالألمانية :) فهو يقوم بطرح السؤال وال ٧٠ ألف متفرجٍ يقومون بالرد كالآتي:



  • قام بتسجيل الهدف  الأول توماس ....؟
  • مولر!!!!!!!
  • توماس ...!؟
  • مولر!!!!!!!
  • والنتيجة الآن؛ بايرن ميونخ....؟!
  • واحد ...!!!!!!
  • باير ليفركوزه....؟!
  • صفر..!!!
  • شكراً!!
  • عفواً!!!!

انتهت المباراة بثلاثة أهداف نظيفة لبايرن ميونخ، وفي كل مرة كان مقطع (شكراً - عفواً) يضحكني. ليس أن الشعب الألماني مهذّب لا أشعر أنهم مهذبون بطريقة ودية بل يمكن القول أنهم  مدرّبون بشكل جيد، في المدارس والأنشطة الكشفية ونوادي الكنائس، فهم أقرب إلى منظومة عسكرية لديهم دائماً شعور أن عليهم إنجاز شيء ما على أكمل وجه وعمل وما هو مطلوب منهم دون تضييع وقت.






هناك 5 تعليقات:

  1. حسيت حالي حضرت المباراة معك 😍 تحشيش ال شكراً عفواً 😁 وبالنسبة للي حكيتي عن الشعب الألماني ومنظومتهم العسكرية هاد تعليق سمعتو من أكتر من حدا عنهم ☺️ بتتوقعي ليه همه هيك؟

    ان شاء الله المزيد من التجارب الثريّة الممتعة 👍🏽💃🏽

    ردحذف
    الردود
    1. طيب ممتاز وهو المطلوب :) انه تكوني بالأجواء :)) صراحة مش متأكدة ليش الألمان هيك ممكن من طريقة التربية وآثار الحرب العالمية والحركة النازية .. في منظومة عسكرية متخفية مرات بتحسيها .. طبعاً انا بتفلسف ومش متأكدة ^_^

      حذف
  2. That was Rawan, LIVE, from the Allianz Arena
    :)

    ردحذف
    الردود
    1. هاهاها :))) عن جد ^_^ التدوينة ختامها هيك لازم يكون

      حذف
  3. ❤️❤️❤️❤️شكرا



    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...