يقول عبد الرحمن منيف في مقدمة كتابة "سيرة مدينة - عمان في الأربعينات" :
"إن الكتابة عن مدينة الماضي التي يحبّها الإنسان تحول هذه المدينة إلى كلمات، والكلمات ذاتها، مهما كانت بارعة، زلقة، خطرة، ماكرة، وغالباً لا تتعدى أن تكون ظلالاً باهتة لحياة، أو في أحسن الحالات ملامسة لها من الخارج، أو مجرد اقتراب، علماً أن الحياة ذاتها كانت أغنى، أكثر كثافة، ومليئة بالتفاصيل التي يصعب استعادتها مرة أخرى."
تحدث منيف هنا عن الكلمات، أن الكلمات مهما كانت بارعة فهي لن تنجح - في رأيه - في أن تعكس الصورة الحقيقية للحياة "الأغنى والأكثر كثافة والمليئة بالتفاصيل". جعلني هذا الاقتباس أتأمل لبرهة من الوقت، فما يراه عبد الرحمن منيف في الكلمات، أراه بصورة مغايرة تماماً في الصور. فالتصوير كنوع من أنواع التوثيق في متناول يد الجميع. في وقتنا الحالي يمتلك المعظم أدوات تتفاوت في الاحترافية لكنها تؤدي الغرض سواء لالتقاط صور شخصية، أو صور للمدن والعمارة والمناظر الطبيعية وحتى مقاطع فيديو تحتوي على الكثير من التفاصيل والحركة والأصوات.
يعيب البعض بهرجة ذلك المحتوى الزخم التي يُتناقل بكثرة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ويخضع في كثير من الأحيان إلى التحرير والمؤثرات وزيادة تشبع اللون أو التحكم بالإضاءة. حتى أن هناك تطبيقات تتيح إجراء عمليات تجميل سريعة للوجوه، فتُزال البثور والهالات السوداء ويُصغّر الأنف وتنفخ الشفاه وتصبح البشرة مخملية بكبسة زر.
وقياساً على نظرة منيف؛ تقع تلك الصور لأن تكون "ماكرة" أيضاً وألا تعكس الصورة الحقيقية لكن بالعكس. ففي الوقت الذي كانت فيه كلمات (منيف) تفشل في التعبير عن واقع غني وكثيف، تعكس كثير من صورنا صورة أكثر جمالاً وأكثر كثافة لواقع باهت و رتيب أقل مثالية وأقل بريقاً مما هو عليه على أرض الواقع.
هل نحن معنيّون بتوثيق القبح؟ هل علينا أن نتجاهل الجمال من حولنا؟ قطعاً لا.
سنلتفت في كل ربيع إلى جمال الطبيعة، وسيسحرنا بياض الثلج في كل شتاء، سنضحك لرؤية أعين الأطفال اللامعة، وسنبقى دائماً نلتقط صوراً في المناسبات والأعياد عندما نكون في أحسن هندام لنوثق تلك الأيام التي نكون فيها حسان المظهر.
لكن ما علينا الانتباه إليه - برأيي - ألا نبالغ. فلا نتكلف عناصر دخيلة على صورنا، أو نفتعل ضحكات غير حقيقية أو نشعر أن علينا دائماً أن نكون مثاليين وجميلين على الدوام. أن نحتاط من تلك الصور "الزلقة"، على غرار الكلمات التي تحدث عنها عبد الرحمن منيف، التي تجعلنا ننزلق أحياناً لفخ المقارنة بما هو غير واقعي.
سواء كان هذا المحتوى للإنتاج أو الاستهلاك (بما أن المعظم يقوم بالدورين بالتزامن) أعتقد أن علينا الالتفات لتفاصيل صغيرة تشعرنا ومن حولنا بالسعادة، تفاصيل في متناول يد المعظم، ولا تجرح من يفقدها أو تشعره بالحرمان. محتوى يساعدنا على التصالح مع الواقع البسيط، والاحتفاء بالعيش الهادئ، يقدّر القيم المعنوية ويتجاوز الاستهلاك. صور ومنشورات واقتباسات تلهم من حولنا، وتعطيهم شعوراً جيداً أو تدفعهم إلى التفكير، أو تمدّهم بجرعة من التحدي.
بالفعل .. المقاربة التي قمت بها روان جميلة جدا
ردحذفالجمال الحقيقي يكمن في البساطة والتفاصيل الصغيرة الهادئة التي لا تعنى بالبهرجة والإستهلاك بل تضفي الدفء والقيمة لما تلتقطه عدستنا
هذا يتفق مع الاقتباس الذي أرفقته مع رسالتك الجميلة انتصار، أليس كذلك؟ :)
حذفشكراً للمرور والتعليق
نعم بالفعل:)
حذفشكرا لك روان على هذه التدوينة الجميلة
نحن في تمويل الأعمال التجارية وتقديم التمويل للأفراد والهيئات التجارية والشركات بسعر فائدة منخفض. إذا كنت مهتمًا ، فيرجى الرجوع إلي لمزيد من التفاصيل البريد الإلكتروني: loanfunderse@gmail.com
ردحذفStrange "water hack" burns 2 lbs in your sleep
ردحذفMore than 160,000 women and men are losing weight with a easy and secret "liquids hack" to burn 1-2 lbs each and every night as they sleep.
It's painless and works all the time.
Here's how you can do it yourself:
1) Grab a glass and fill it up half the way
2) And now use this amazing hack
you'll become 1-2 lbs thinner the very next day!
If you're trying hard to lose weight then you certainly need to start using this brand new tailor-made keto meal plan diet.
ردحذفTo create this keto diet service, certified nutritionists, fitness trainers, and top chefs have joined together to produce keto meal plans that are powerful, decent, price-efficient, and delicious.
Since their launch in 2019, thousands of clients have already remodeled their body and health with the benefits a good keto meal plan diet can provide.
Speaking of benefits; clicking this link, you'll discover eight scientifically-tested ones provided by the keto meal plan diet.