كنت قد ذكرت سابقاً أنني تطوعت في مبادرة "نحن نحب القراءة" الخاصة بالقراءة للأطفال لنشر ثقافة القراءة في سن مبكرة، وشاركت عدة جلسات قمنا بها خلال الأشهر الماضية.
وبعد انقطاع لعدة أسابيع - سواء لانشغالي أو بسبب الظروف الجوية أو امتحانات الأطفال - تمكنا من ترتيب جلسة قراءة يوم السبت الماضي. استقبلني الأطفال استقبالاً حاراً بالعناق والهتاف وكانوا متشوقين للغاية. فرحت بهم وبحماستهم لاستكمال جلساتنا الأسبوعية ولرؤيتهم مجموعة من القصص الجديدة وإصرارهم على الجلوس على الأرض وتحت أشعة الشمس.
أدركت وأنا في منتصف قصة "الصنبور المفتوح"، وأنا أراقب أعينهم التي تلمع لرؤية صفحات القصة الملونة أنني بحاجة لهم ولوجودهم في حياتي. هؤلاء الأطفال يذكروني بالطفلة التي كنت قبل ٢٠ سنة (ياااه كم يبدو الرقم كبيراً)، كم كان خيالي واسعاً وروحي خفيفة وأفكاري مُحلّقة.
يعطيني هؤلاء الأطفال شحنة من الأمل أني - وعلى ضآلة حجمي وتواضع طاقاتي - قادرة على التغيير. فقد تفاعلوا مع القصة التي تتحدث عن ترشيد استهلاك المياه، وبدون أي أسئلة تربوية تقليدية أو استدراج لإجابات نموذجية قام كل طفل بالتفكير بالطريقة التي سيوفر فيها المياه في منزله بعد الانتهاء من القصة.
بعد جلسة القراءة قابلت والدة أحد الفتيات، وفتاتنا الظريفة تعاني للأسف من صعوبات تعلم في المدرسة وتكره الدراسة. قالت لي والدتها وهي مصابة بالدهشة أن ابنتها في إجازة بين الفصلين هذه تقرأ قبل أن تنام. قالت أنها كان تجبرها على قراءة دروسها في السابق أما الآن فالفتاة تقرأ من تلقاء نفسها.
تأثرت كثيراً من سماع ذلك، لم أكن أتصور أن تلك الساعة الأسبوعية قادرة على صنع ذلك كله.
تبين أن في الجلوس مع الأطفال والتسكع معهم متعة كبيرة، فهم حقيقيون وغير متكلفين يغدقون عليك بحبهم وحماسهم وصخبهم وفرحهم بأبسط المأكولات والحلوى. قادرون على استحداث جو حيوي في أكثر المناطق جموداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق