إنه ذلك الوقت من العام الذي يُروّج فيه إلى أن التقلبات المزاجية التي تواجه الكثير من الناس بالتزامن مع الاعتدال الخريفي طبيعية. على الرغم من شيوعها و وجود بعض الدراسات التي تدعم هذه النظرية إلا أن لها وقعاً على مسامعنا يوحي وكأنها إشاعة، أو خرافة متداولة على غرار الأبراج، أو تفسير كسول من مستمع ملول لشكوى أحدهم ولتعبيره عن الانزعاج أو عدم التوازن الذي يشعر به.
ربما كانت فعلاً ضرباً من الهروبية نقوم به لإلقاء اللوم على خفوتنا الموسمي وعدم نشاطنا وتعكر أمزجتنا، و لربما كان ظاهرة حقيقية على غرار المد والجزر وظاهرة القمر المكتمل وغيرها .. كلها تكنهات.
يبقى لنا الاعتراف أن إلقاء اللوم والتهرب من المسؤولية فيه راحة جزئية (وإن كان كاذباً ومؤقتاً)، فيبدو أن هناك حاجة دائمة لدى الانسان للشعور بارتباطه بشيء أكبر منه، يستعين به لتفسير كل ما هو غير منطقي في حياته، وتعاقب الفصول أحد تلك التفسيرات الكسولة.
الأبيات التالية لأبي بكر الصنوبري:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق