قرارات العام الجديد

يستقبل عددٌ كبيرٌ من الناس بداية العام بقوائم وقرارات وأهداف وأحلام، بعضنا يرحّل بعض البنود سنوياً على أمل تحقيقها في السنة المقبلة، وكثير منا يضعون نفس البنود التي تتعلق بممارسة الرياضة بانتظام، أو خسارة الوزن، أو قضاء المزيد من الوقت النوعي مع من نحبهم.

مع احترام خصوصية كل قائمة، أعتقد أن هناك بنود يمكن أن تكون مشتركة بين الكثيرين. بالعادة أكون مهتمة بالاطلاع على قوائم الأشخاص المستعدين لمشاركة قراراتهم وأهدافهم، أجد في ذلك الكثير من الإلهام والتشجيع. عموماً في حال كنتم مهتمين بالاطلاع؛ إليكم جزءاً من قائمتي الشخصية:

١. تبين بعد التجربة أن كتابة “ممارسة الرياضة بانتظام” أو “المشي ثلاث مرات أسبوعياً” أو حتى “الاشتراك بنادٍ رياضي” غير مجدية على الإطلاق. قررت أن أقسّم الخطة بشكل شهري، ولأكن واقعية وصادقة مع نفسي فإني لن أكلف نفسي عناء التفكير والشعور بالذنب في شهر كانون الثاني. ابتداء من شهر شباط سأبحث عن رياضة جديدة أجدها ممتعة أو شيقة، وأجد “اليوغا الهوائية” الأقرب إلى قلبي حالياً. في شباط وآذار سأشترك في صفوف يوغا هوائية إن شاء الله، وفي الربع الثاني من العام سأفكر لاحقاً بنشاط رياضي آخر.

٢. اكتساب عادة صحية تتعلق بالنوم بانتظام ولعدد كافي من الساعات
أريد في عام ٢٠١٦ تنظيم ساعتي البيولوجية بالاستيقاظ والنوم في ساعات محددة سواء في أيام العمل وأيام العطل ونهاية الأسبوع أيضاً.
لضمان نجاح العملية أيضاً سأبدأ بالمدى القصير وأطورها لتصبح عادة مكتسبة في حال كانت آثارها المباشرة وغير المباشرة فتاكة

٣. التخطيط لتقوية العلاقات الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء

هذا يتضمن التخطيط لزيارات ومكالمات هاتفية لصلة الأرحام من الأقارب من الدرجة الأولى والثانية، ومقابلة الأصدقاء من الدوائر الاجتماعية الممتدة.

فمن الجميل والسهل مقابلة صديقات الدائرة الضيقة بشكل دوري أو شبه دوري، لكني أجد نفسي مقصرة مع زميلات العمل في وظائف سابقة، وصديقات من المدرسة والجامعة. مع مشاغل الدنيا وسوء توزيع الوقت الدارج حالياً خصوصاً مع انتشار الهواتف الذكية وتهويل الظروف الجوية والأزمات المرورية؛ لا يبادر أولئك الأصدقاء إلا نادراً. 

الخطة في ٢٠١٦ على تولي زمام المبادرة بشكل منظم وممنهج بالتواصل مع من أحبهم ومقابلتهم إذا كانت الظروف تسمح.

٤. جعل حياة أشخاص آخرين أكثر إشراقاً

في هذا السياق، وعلى صعيد شخصي جداً؛ الأشخاص الآخرين بالنسبة إلي هم أفراد عائلتي ككل، أخي عبد الحميد على وجه الخصوص، والجدّات

الموضوع أيضاً سيحتاج إلى تنظيم وأجندة وجداول والتزام، كاستحداث طقوس جديدة منتظمة أو تقاليد حميمة تسعدهم. 

٥. تعلم شيء جديد

أستطيع أن أعمم أن هذا البند موجود لدى السواد الأعظم من الناس، سواء كان تعلم لغة أجنبية جديدة، أو العزف على آلة موسيقية أو تعلم حرفة أو أخذ دورة أكاديمية. وعلى الرغم من “عالمية” هذا البند إلا أنه غالباً ما يكون من البنود المرحّلة غير المنجزة لدى الغالبية العظمى.

أتعلمون .. ربما يكون البند الأكثر تشويقاً والأكثر رعباً في نفس الوقت، لماذا..؟ لأنه ينطوي على الخروج من المنطقة الآمنة الكسولة لأي إنسان، وأساسه المثابرة والالتزام مع وجود رهبة كل ما هو جديد فيه.
أتوقع أن أصعب جزء فيه البداية، فقط ابدأ \ ابدأي. سجّل في معهد اللغات الذي لطالما استرعى اهتمامك في كل مرة تمر \ تمرين فيه من الشارع الموجود فيه، ابدأ \ ابدأي بمدونتك الخاصة حتى وإن كان لديك ما مسودتان عن أكثر ما شغل بالك في الفترة الماضية وشعرت بأنك عبرت عنه بشكل جميل ومختلف.

شخصياً؛ أريد تعلم لغة جديدة وأستطيع القول أني بدأت بتعلم اللغة الألمانية ولدي امتحان نهاية الأسبوع الأول من شهر كانون الثاني، لكن العبرة أن أستمر وأنهي المستويات الأساسية وأصل المستوى المتوسط على الأقل.

٦. زيارة مكان جميل لم يسبق لي  الذهاب إليه

أتمنى أن أرى مدينة جديدة هذا العام، ربما في جنوب الأردن فلم يسبق لي أن زرت وادي رم من قبل. وإن كنت محظوظة أتمنى أن أصل لبنان أو أي دولة عربية متاحة، من يعلم ماذا تخبئ الأيام :)

هذا بالإضافة إلى بعض البنود والتي سبق وذكرتها في تدوينة سابقة:

• الامتناع عن استخدام الانترنت يوم واحد في الأسبوع (مبدئياً أيام الجُمع)
• قراءة كتاب واحد أسبوعياً
• كتابة المذكرات بشكل يومي
• الامتناع عن السكر المكرر يوم واحد في الأسبوع (الثلاثاء)
• القيام بأمر مخيف أو يبعث على عدم الارتياح كل يوم
• تفقد البريد الإلكتروني وإشعارات الهاتف بعد ٦٠-٩٠ دقيقة من الاستيقاظ صباحاً
•  القيام بتغيير دراماتيكي :الحصول على قصة شعر قصيرة جداً والتبرع بالشعر المقصوص لأحد المصابين بمرض السرطان ممن يحتاجون شعر مستعار.