قضاء الوقت في بيت جدي دائماً يكون أمراً باعثاً على الاسترخاء والتأمل. كل شيء إيقاعه بطيء، والطقوس نفسها تتكرر بكل هدوء وانسابية، وهناك مساحات لا بأس بها من الصمت المريح.
عندما أراقب جدي وجدتي لا أستطيع أن أمنع نفسي من الاستغراق بالتفكير، ففي يوم من الأيام كان جدي شاباً طويلاً ولديه كاريزما آسرة، تعتمد عليه كل العائلة في كل كبيرة وصغيرة. وجدتي الجميلة بعيونها اللوزية كانت مستغرقة بتربية أطفالها وأداء واجبها كربّة منزل من الدرجة الأولى، ما تحضره من طعام صحي جداً وبيتها دائماً شديد النظافة على الرغم من ازدحامه بالأطفال والأقرباء والأصدقاء.
لكن المنزل الآن شديد الهدوء، كل واحد من الأبناء خرج يشق طريقه ويبني حياته، قلّ عدد الأطباق على مائدة الطعام رويداً رويداً، وتناقصت كمية الطعام الذي يتم طهوه، وقل حجم الغسيل...سنة الحياة.
لا تزال جدتي جميلة، ولا تزال عيناها لوزيتان (كنت أود أن أرفق صورة لها لكنها لا تحب أن تتصور) ولا يزال لجدي كاريزمته. (حتى هذه الصورة لجدي التقطتها ولا هو لا يعلم). ولكليهما نظرات رائعة تغني عن آلاف الكلمات وهم يرقبوننا ونحن نتكلم ونضحك ونتحرك من حولهم. نظرات مليئة بالحب والفخر والإعجاب.
عندما آراهم أفكر: عندما أكبر هل سأكون جدة جميلة مثل جدتي؟ هل سأعتني بحديقتي بالحماس الذي تعتني به جدتي بحديقتها؟ جدي لا يعبّر كثيراً عن مشاعره لكننا نعرف كم يحبنا..هل سيعرف أبنائي وأحفادي كم أحبهم إن لم أستطع التعبير؟
هل ذكرت أن لديهم شجرة ليمون كبيرة مزهرة تستقبلنا برائحتها العطرة في كل مرة نزورهم فيها؟!
كنت بتمنى يكون البوست أطول
ردحذفلأن بجد كلامك ملامس لواقع أغلب مجتمعنا
وكان وصفك جد راقي ومريح
عشان كلو هدوووووء
شكراً نورنياتي :) دائماً تعليقاتك بتفرحني
حذف