إجازة شتوية مستقطعة


منذ بدأت العمل في شهر آب من عام ٢٠١٣ لم آخذ إجازة عليها العين، وعلى الرغم من أنني كنت أشعر بالحاجة لإجازة معتبرة إلا أن الظروف لم تبدو مواتية سابقاً.
ولولا "دفشة" من قسم الموارد البشرية في المنظمة التي أعمل بها والذي أصدر قانوناً بأن رصيد الإجازات لن يدور للسنة القادمة - تشجيعاً منه وحثاً لنا على أخذ الإجازات - فإنني أخذت الإجازة المنشودة بالتزامن مع عرس صديقتي زهرة في تركيا، الأمر الذي شجعني بدوره على استغلال إجازتي بالسفر وحضور حفل الزفاف أيضاً.

لم أكن أدرك كم كنت محتاجة لأخذ ذلك الوقت المستقطع ول "أُرفّه" عن نفسي إلا عندما عدت وأنا متنعشة تماماً وأشعر بالتوازن الذي كنت أنضال للحصول عليه دون جدوى خلال الأشهر الماضية.

يقول القادة الروحيون إن الرفاهية تأتي حين تسعى وراء الأمور الصحيحة في حياتك. وكي تشعر بالثراء الحقيقي ربما تضطر إلى ترك عالم الأعمال والوظائف - ولو مؤقتاً - لأن الثراء مرتبط بالحرية وكلاهما يكمل الآخر.

تبين لي أن الثراء حالة عاطفية؛ إحساس نشعر به ولا يرتبط بالوضع الاقتصادي كما يظن الكثيرون. ربما توفر الوظيفة دخلاً واستقلالية مادية لكنها في المقابل تقوم بحرماننا من الحرية، ومن رؤية من نحبهم، ومن النوم ساعات كافية، ومن التلذذ بارتشاف كوب من الشاي بتمهّل. وهذه الأمور على بساطتها تعطي إحساساً بالثراء أكثر من الرسالة القصيرة التي تستلمها نهاية كل شهر على هاتفك الخلوي والتي تُعلمك بنزول الراتب.

كان السفر إلى تركيا ومشاركة زهرة وصديقاتي الأتراك الأفراح فكرة صائبة. أعتبر نفسي محظوظة لأني لا أذهب كسائحة تقليدية ضمن مجموعة سياحية وجدول معد مسبقاً ووقت حر في الأسواق، بل كضيفة لديها واجبات اجتماعية ووعادات وتقاليد تلتزم بها وزيارات وعزائم لدى عائلات لطيفة لا بد من تلبية دعواتها. وبفضل الله وحمده؛ دائماً ما تكون زيارة تركيا تجربة غنية وإثراء على أكثر من صعيد. يكفي أنها قدمت لي بعض المواد التي تستحق المشاركة على المدونة والتي سأكتب عنها إن شاء الله في التدوينات القادمة :)


هناك 3 تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...