لا مفر من تعاملنا مع الناس الغريبي الأطوار
وذوي المراس الصعب يومياً. وفي أوقات الإحباط وخيبة الأمل من هؤلاء الشخصيات نتذمر
بشكل تلقائي: "البشر! مخلوقات تافهة" أو "غريبة الناس!"
لا بد وأنك تتمنى أحياناً لو أن البشر
الآخرين ممن تعمل وتعيش معهم كانوا منطقيين وجديرين بالثقة وأذكياء ولطفاء
ومجتهدين ومحبين للمرح وعمليين مثلك، فأنت تريد أن تساعد الآلاف من الناس ليغدو
سلوكهم أقل اختلالاً بكثير كي يصبحوا أشبه بك. وعندئذ سيغدو العالم مكاناً أفضل
بلا ريب P:
هل أنت مخطئ بالقول إن الكثير من البشر يمكن
أن يكونوا جهلة؟ لا على ما يبدو. فلا بد أن ألبرت آينشتاين كان خائب الأمل من
الناس بشكل عام عندما كتب: "شيئان لا متناهيان فقط هما الكون وحماقة البشر
لكني لست واثقاً بشأن الأول". وقد أبدى فرانك داين تأييده لهذا الرأي في
جملته الشهيرة: "لا تبطل موضة الجهل أبداً فقد كان رائجاً البارحة وهو آخر
صيحة اليوم وسيكون نموذجاً يحتذى به غداً".
في الواقع كثيرون هم البشر الجاهلون في هذا العالم. لكن هل هم أناس سيئون أم فقط مختلفون عني وعنك؟ وهنا من المهم أن نسأل: "هل تساهم توقعاتنا غير المنطقية بشأن الآخرين بجهلهم وما نراه من عيوب أخرى فيهم؟" بما أن الناس غير كاملين وغير مثاليين بطبيعتهم يستحسن أن نتقبلهم كما هم أو نسقط ضحية لنزواتهم.
ستجد حتماً أن الكثير من الناس سيسببون لك
الأذى في حال أتحت لهم الفرصة، وبعض النقاد سيبددون أوهامك وسيحاولون عرقلة خططك
ومشاريعك حتى إن لم يكن لهم أي اهتمام بها. وبصرف النظر كم تبلي حسناً في مشروع
ما، فأحدهم في مكان ما سيجد أسباباً ليشكو من عملك، وفيما تحاول أن تضيء شعلة
حياتك سيأتي أحد ما ويطفئها لك.
ويوجد المزيد من الصفات الإنسانية المحبطة،
فأحياناً قد يخذلك أحد أصدقائك أو أقاربك على الرغم من إسدائك لهم خدمات عدة
مميزة، وستكتشف أن كثيراً من الناس لا يتبعون نفس قواعدك، وبعضهم قد يدفعك إلى
الجنون لأنهم يغيرون آراءهم بين دقيقة وأخرى. وأنت وأنا نتشاطر الرأي بأن بعض
الناس على هذا الكوكب لا يحبون حتى أن يكونوا هنا.
لكن تذكر دائماً ان الأدوار غالباً ما تنقلب.
فأنت بشر أيضاً وأحياناً –وإن لم يكن غالباً – سترتكب أخطاء جسيمة وستفعل أموراً
حمقاء وستزعج الآخرين وقد تخذل أناساً آخرين، ولن تتماشى والمعايير العالية لأحدهم
بصرف النظر كم تعمل جاهداً لبلوغها. فضلاً عن ذلك ستنتقد أناساً آخرين وتنبذهم ومن
المحتمل عندئذ أن تترك تأثيراً عليهم مشابهاً للتأثير الذي يتركه عليك من ينتقدك
وينبذك من الناس.
يمكنك التسليم بأن الصخور صلبة والمياه رطبة.
إذاً سلّم أن الناس مجرد بشر، فلو لم يكونوا كذلك لاختلفت الحياة. لكن على الرغم
من كل ما يميل الناس إلى إظهاره من صفات سلبية فإنهم سيبقون عنصراً مهماً في لعبة
السعادة. قد تكون الطبيعة البشرية متقلبة ومثيرة للغضب، ويمكن للكثيرين أن يكونوا
مخادعين ووقحين وغير منطقيين وطائشين وجاهلين أكثر منك، لكن لا تفقد رباطة جأشك
عندما يكونوا كذلك.
مفتاح جعل الناس ممتعين أكثر هو أن نكون أقل
استياءً من الطبيعة البشرية، لذا زد من تركيزك على الصفات الإيجابية أكثر من
السلبية. فإذا نظرت إلى الأمر من هذا المنظار (وهو ليس بالأمر السهل دائماً أنا
متأكدة من ذلك) ستجد أن البشر يمكن أن يكونوا ذا معشر سهل وكرماء وملهمين وظرفاء
ولطفاء وحسنين وغفورين. م وبكل الأحوال علينا ألا نمضي وقتاً أطول بالحكم على
الجنس البشري، لأن في حياتنا أمور أهم نقوم بها، كما أن الحكم على الآخرين مضجر
ولن يكسبك الكثير من الأصدقاء. والأهم من هذا كله فإن الحكم على الآخرين ومحاسبتهم
ليس عملنا نحن، الله عز وجل الحق العدل المحيط بكل شيء هو من يقوم بذلك.
**التدوينة من كتاب إيرني زيلنسكي "فكر أكثر تنجح أكثر - ١٠١ فكرة للنجاح في كل شيء"
**التدوينة من كتاب إيرني زيلنسكي "فكر أكثر تنجح أكثر - ١٠١ فكرة للنجاح في كل شيء"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق