وجبات سريعة صحية قدر الإمكان


لم أكن أتخيل أني في يوم من الأيام سأقول "إيقاع حياتي السريع يملي علي ..." . للمفارقة سأستهل هذه التدوينة بالجملة الدرامية: إيقاع حياتي السريع يملي علي أن أتناول عدد من الوجبات خارج المنزل.


بما أني أعمل في محافظات الشمال وأسكن في عمان، عليّ الاستيقاظ في وقت مبكر يومياً والخروج من منزلي دون تناول طعام الفطور، وبما دوامي طويل فمن المتوقع أن أحتاج لتناول "تصبيرة" أو وجبة غداء خارج المتزل أيضاً. لذلك فأنا مضطرة للتفكير في طعامي والتخطيط لوجباتي مسبقاً. فتناول وجبات سريعة مثل الشاورما والسندويشات من أماكن لا أعرفها ليس خياراً مطروحاً بالنسبة إلي. من جهة لا أثق بنظافة الأكل وأخشى من التسمم ومن جهة أخرى هذه الأطعمة مزعجة للمعدة وثقيلة وتسبب الخمول إن تم اعتمادها بشكل يومي أو شبه يومي.

كل شيء في هذه الحياة قرار، فنحن ننقرر ماذا نلبس، وكيف نتصرف، وكيف نتحدث .. كذلك نقرر ماذا نأكل. أعتقد أن قراراتنا الصغيرة اليومية تلك هي ما يصنع نمط حياتنا، وربما أحد أركان نمط حياتي حالياً حافظات الطعام.



من المضحك بالنسبة إلي أن يعتبرني من حولي "صحية" على الرغم من أني لم أتعمد أن أترك ذلك الانطباع لديهم. فرؤية حافظة الطعام ممتلئة بشكل متكرر بالخضار أو الفاكهة هو ما أوحى لزملائي في العمل أني صحية وافترضوا أني نباتية أيضاً. هناك اعتقاد سائد أن كل ما هو بيتيٌّ صحي. فبعض النظر عما تحضره من منزلك سيكون أفضل من شراء أي شيء من خارج سواء كان مطعماً أو دكاناً على الطريق. يحتمل ذلك الكثير من الصحة، لكنه لا يمنع أن هناك في المنزل أيضاً بدائل وخيارات بعضها صحي أكثر من البعض الآخر.




يقال أن الشخص العادي يتخذ حوالي 200 قرار يومياً يتعلق بأكله. قد يبدو الرقم كبيراً لكنه منطقي؛ هل أضع قليلاً من الملح؟ هل يحتاج الشاي لمزيد من التخمير؟ هل أشتري ذرة معلبة من هذه العلامة التجارية أم تلك؟ هل كمية الآزر تتناسب مع اليخنة في صحني؟ تلك القرارات قد تأخذ أجزاء من الثانية لكنها تحدث في الدماغ.


تقول عمتي أن تناول الطعام نشاط اجتماعي، وأتفق معها أن الإنسان يجب ألا يتناول طعامه وحيداً. أكره أن أتناول طعامي أثناء العمل وعلى المكتب، لكني عندما أكون مجبرة أحاول أن أكسر فرديّة ذلك التصرف بإحضار كميات إضافية من كل شيء ومشاركتها مع من حولي. فأنا أؤمن أن البركة تزيد بالتشارك، كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير الطعام ما تكاثرت عليه الأيدي" والحديث الشريف: "طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة."

هناك 5 تعليقات:

  1. رائعة 😍
    حبيت الصور كلهم..
    صدمني الرقم ٢٠٠ 😵..
    اتاريه كل شي بيشغل حيز كبير من تفكير من دون ادراكنا!

    ردحذف
    الردود
    1. الصور بالتلفون والله .. وشوية انستجرام :)
      شكراًحنين على المرور والتعليق ^_^ مبسوطة انها عجبتك
      وفعلا هاللملة بياخد حيّز اكتر مما نتوقع واحنا مش حاسين

      حذف
  2. تعليقي متأخر *جدا*، لسبب ما فكرت حالي كاتبة تعليق عالتدوينة!
    على كل حال...اشتقت لصورك مع حافظات الطعام والوسم الملحق بهم :)، وصدقي أكلك صحي جدا مقارنة بالعديد، ودائما "مفرفح" وملون...والأهم من هيك فيه عناية بالتفاصيل إلي بحبها قلبي...بالصحة والعافية صديقتي :)

    ردحذف
  3. 200 قرار!

    *يبهدل نفسه بصمت*
    هههه


    تدوينة حلوة، أشكرك يا روان (بأثر رجعي)

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً هيثم :) كتير ألوان! عمر التدوينة ٣ سنوات .. سبحان الله كيف بيختلف (يا رب انه يكون عم يطور) الأسلوب بالكتابة والتصوير (!) ^.^
      مع تمنيات الك بأيام جميلة مليئة بالطعام الصحي الشهي

      حذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...