كنت أرتب وأعيد تنظيم الملفات والصور على حاسوبي الشخصي ووجدت مسودة كنت قد كتبتها الصيف الماضي، لكني لا أعرف لماذا لم أنشرها. عندما أعدت قراءتها قررت أن أعيد تدوينها بأثر رجعي. التدوينة كانت عن مشاهد صادفتها رأيتها رأي العين ولفتت نظري وجعلت قلبي يفرح ويحزن في نفس الوقت؛ فقد فرحت لوجود مشاهد رائعة الجمال كتلك على هذا الكوكب وحزنت لأنني لا آراها (والمؤلم لا أتخيل أن آراها في المستقبل المنظور) في بلادنا. من أبرز تلك المشاهد:
- أزواج ألمان كبار في السن تزيد أعمارهم عن السبعين في معظم الأحيان يمشون متشابكي الأيدي (ليس حالة أو اثنتين وإنما العشرات منهم)
هل المشهد السابق لا يذوب القلب كثيراً - على أساس مألوف كتير عندنا..؟! طيب بلاش - مشهد زوجين لطيفين في منتصف العمر مكفوفين يتسندان على بعضهما ويعتمدان على عصا السيدة في مدينة صغيرة في عطلة نهاية الأسبوع ويضحكان حتى أن وجنتيهما متوردتان.
- حجّة ألمانية بحذاء طبي قد لا يبدو حديث الطراز لكن من الواضح أنه مريح جداً، الحجّة على قارعة الطريق تركت “سلة قش” فيها مشترياتها من المحل التجاري الذي يبعد ٣٠٠ متر و وقفت لتقطف ضمّة من الأزهار البرية.
- رجل في أواخر الستينات من عمره يلبس مئزر (أفرهول) جينز وقبعة قش ويشرف على حصاد الموسم في أرضه من محصول القمح \ الشعير \ الذرة (مشاهدة تكررت حوالي ٣ مرات) في حقول مختلفة.
- طفل لا يتعدى العشر سنوات يوازن مشترياته من أحد المحلات التجارية بين يديه الصغيرتين حتى لا يستخدم (أو بالأحرى يضطر لشراء) كيس بلاستيكي بينما أخته الكبرى تحمل كيس من القماش الخام سكريّ اللون وضعت فيه الحليب والعصائر.
- منظر الناس - كباراً وصغاراً، شباباً وكهولاً، تقليديين ومتمردين - يفصلون نفاياتهم لإعادة التدوير بين الحاويات المخصصة للبلاستيك، والورق، والزجاج، المخلفات الغذائية العضوية، والنفايات الأخرى.
- ميادين وأماكن سياحية ومواصلات عامة لا يحدق الناس فيها بهواتفهم الذكية لأكثر من دقيقتين.
- آباء يافعون يحملون أطفالهم على أكتافهم ويمسكون بأيديهم بكل استمتاع والأمهات إلى جانبهم يسيرون باسترخاء ودون الشعور بالذنب!
- المقاهي المكتظة بالمتقاعدين الذين يرتدون الملابس المريحة بألوان زاهية.
- الدراجات الهوائية في كل مكان، وخصوصاً العائلات التي تتحرك جماعياً على دراجات متفاوتة الأحجام كلٌّ دراجته تتناسب مع حجمه و كل ما سبق في كفّة والكرسي المخصص للأطفال الملحق بالدراجات (على غرار كرسي السيارة) في كفه أخرى. *عيناي لا شعورياً ترسل قلوب حب عند رؤية هذا المشهد*.
في أي البلاد تلك الصور ؟
ردحذفألمانيا وهولندا
حذففِعلاً إن هذه الأشياء التي قد تكون بسيطة في نظر من يراها في كُل يوم, قد تحمل من الأثر الطيب و تبعث الشعور الجيد لدى الإنسان عندما يُشاهدها...
ردحذفأتذكر أنني كُنت قد كتبت يوماً قصة رجل يسكن بالقُرب من منزلي يقوم بجر كُرسي إبنه "الذي يُعاني من إعاقة عقلية منذ طفولته" في كُل يوم, يقوم بدفع الكُرسي ذهاباً و مجيئا في نفس الشارع فقط للترويح عنه.
هذه الأشياء الجميلة موجودة في العديد من الأماكن, إلا أن مُعظمنا ينشغل عن رؤية الناس والأماكن التي يمر بها يومياً, حتى أنني أشك أن مُعظم الناس لا يُشاهدون السماء عندما تكون ألوانها جميلة, هُم مشغولون حتى عن النظر الى الأعلى.
تدوينة جميلة كالعادة! :]
شكراً روان
شكراً لك يا براء على المرور وعلى التعليق الجميل.
حذفبالفعل إنك محق بكل ما تقول. أتذكر تدوينتك تلك بوضوح بالمناسبة :)
ما أخبار مدونتك؟ كنت أتردد عليها الفترة الماضية، لكن يبدو أن هناك مشاكل تقنية؟
قررت توقيفها لبعض الوقت, وإنشغالي في الإنتهاء من الجامعة كان سبب في عدم مُتابعة أمور المُدونة !! , قريباً سأُعيدها بشكل أفضل هذه المرة. :]
حذف:)
ردحذف;)
حذففعلا يا روان ذوبت قلوبنا من روعة المشاهد ولكن ايضا اسلوبك وبساطة لغتك وانسانيتك تنعش القلوب من جديد وتخترقها بكل انسيابية.
ردحذفالشكر الجزيل على المرور والتعليق اللطيف
حذف