خميس عمان


قرأت في مكان ما - ربما كتاب "عمان مدينة الحجر والسلام" لمريم عبابسة - جملة لا تزال محفورة في ذاكرتي: "عمان مدينة لم تنل حظها من العشق بعد."
أشفق على عمان حقاً. كيف لا تحظى هذه المدينة الوادعة بحقها من الاحترام. قد تكون يانعة نسبياً، ولا تزال تبحث عن هويتها، لكن فيها سراً يجمع عليه كل من يزورها.

الفقرات التالية كلمات عذبة من المبدع أحمد حسن الزعبي من مقالة "عمان أغنية فيروزية" أجد نفسي أتواصل معها وأنا التي أقضي أيامي في الشمال بين إربد وجرش وأحياناً عجلون وأفرح بقدوم الخميس لأني أعلم أني سأقضي نهاية أسبوعي في مدينتي عمان:

"مساء الخميس، تدهشني في عمان التفاصيل الصغيرة، كتموّج الخرز المرصع في ثوب أميرة .. مع غروب الشمس، تسدل عمان ردنيها على ذراعيها وتستريح .. موظف عائد إلى شقته بيده صحيفة وحلوى للصغار. عامل وطن غسل رأسه ورجليه من "خايبة" قريبة، بائع يانصيب يقطف أوراقه عن نصبة الخشب ليعود إلى بيته البسيط، سائق سرفيس "العبدلي - مجمع الشمال" يصطف أمام بيته في الهاشمي فيستقبله الأولاد بقُبل اليدين والشوق. سيارة "كيا" تحمل الزوجة والأولاد وتتجه إلى نحو الشمال .. تتوقف في جرش، ليحمل الابن العائد كيس رمان وصندوق جوافة إلى الأهل، وأخرى تسبق الريح باتجاه الجنوب تحمل تعب الأسابيع والحنين إلى جلسة ليلة لا تنتهي.


تختبئ الشمس بين أضلع الجبال نابضة بنور يخفق ولا يغيب، لكنها تبقى تلمع في عيون عسكري مجازٍ يركن رأسه على زجاج الحافلة متكئاً على إجازة يومين، في انتظار وجبة غداء أُخّرت لأجله، وتعليلة في بيت "الختيارية" وأخوات قادمات من قرى قريبة، وأولاد كثيرون كلّ يريد حصته من اللعب.. يجلس طالب جامعي قادم من "مؤتة" يحمل في حقيبته "غيارات" بحاجة إلى غسيل، وكتب ثقيلة ودفاتر لن يفتحها طيلة الإجازة.

مساء الخميس تصغر البيوت، فتصبح أضواء فقط. ويصغر التعب ويصبح رعشة استمتاع.


مساء الخميس، تمسح عمان على وجوه العمانين جميعاً بكفّها الأمومي المنجد بالغيم وتتركهم يغفون على ركبتها بتساوٍ ومحبة عادلة."

هناك 8 تعليقات:

  1. 1.45 دقيقة من دوار الداخلية إلى بيتنا في الزرقاء
    !
    و كمان !!

    لا أحب عمان ابتداءً و في هذه الإجازة بدأ يتحور لكره! "آسف"
    مدينة تحوي 10 مدن فيها.
    أعلم أنه الخميس و أنه بداية الشهر و لكن -برأيي- كل وصوف جماليات عمان لا يشفع لها هذا التخبط و العشوائية الشعواء!

    ليس ذنب عمان المدينة و لكن بالمحصلة تقع المدينة تحت رحى الكره في النهاية نتيجة للفوضى!

    (تعليقي غير مفيد و لا جميل)

    ردحذف
    الردود
    1. كل التعليقات ووجهات النظر مرحب بها :)

      أتفق أن لعمان العديد من الوجوه وليست كلها جميلة .. للأسف كان ما رأيته من الوجوه - خصوصاً في ذلك اليوم - من تلك الوجوه الكريهة التي تحتاج إلى تحسين ولكن كما قلت؛ الذنب ليس ذنب عمان المدينة.

      حذف
  2. بحب عمان زي ما هي ممكن سذاجة ممكن برجوازية بس فعليا هادا الواقع كنت حابة اكتب ليش وشو اللي بحبه بالزبط ولكن فعليا مافي مبرر ممكن اكتب قائمة بالأشياء الجميلة ويجي غيري يكتب قائمة بالأشياء البشعة والتنين موجودين وحقيقيين وبرجع بالآخر لأولويات كل شخص وشو هو مقياس الحب !

    بحب عمان كتير وبشتاقلها كتيربس ابعد عنها وبشوفها وبكل وقاحة " أجمل مدينة لي في العالم"

    ردحذف
    الردود
    1. تعليق أتفق معه وبشدة .. لحكمة احنا صحبات يا هناء
      عملت صياغة لأشياء بدماغي ما كنت رح أقدر أعبر عنها زي ما انت عبرتِ
      (ويمكن هاد السبب اني اقتبست من مقالة أحمد حسن الزعبي أصلاً)

      حذف
  3. عمان أكيد مدينة جميلة: فيها مزيج من العراقة و الحداثة و بها معالم شتى و الكثير من معطيات الجمال الأخرى.

    لها ما لها و عليها ما عليها، ككل المدن/العواصم.

    الانتقائية و تسليط الضوء على وجة نظر بعينها ليس صوابًا حتى لو كانت الحالة الذهنية الراهنة وقت إعطاء رأي ما أو وجهة نظر معينة هي السبب و المحرّك لذلك.

    إجازة نهاية أسبوع هادئة و سعيدة

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً برضه على التعليق الدبلوماسي .. إن شاء الله كانت إجازة الجميع جميلة (أجمل من مدينة عمان p:)

      حذف
  4. الإقتباسين جميلين جدا يا روان!!، سمعت صوت تنهيدة وأنا بقرأ لشدة جماليتهم

    "سائق سرفيس "العبدلي - مجمع الشمال" يصطف أمام بيته في الهاشمي فيستقبله الأولاد بقُبل اليدين والشوق. سيارة "كيا" تحمل الزوجة والأولاد وتتجه إلى نحو الشمال .. تتوقف في جرش، ليحمل الابن العائد كيس رمان وصندوق جوافة إلى الأهل" :)

    عمان "المدينة" لا ذنب لها، همه بعض الناس إلي كاتمين على نفسها...بيحتاج الواحد يخلي إقتباسات زي هيك قراب بالأيام إلي بتختبر صبر الواحد، بس كمان الحق يقال...كل واحد ساكن بالبلد وبياكل من خيرها و عايش بأمان (الله يديم الأمن و يوصل جيراننا) عليه واجب و جزء من المسؤولية بتغيير الوضع الحالي لو بابتسامة أو بلع تعليق مليء بالسخرية والنكد (ما إلو داعي إلا إثبات وجود)

    شخصيا قرارات صغيرة زي هيك بتغير نفسية الواحد ولا بد تأثر عللي حواليك، من سائق تاكسي لحارس عمارة...لبياع الخضرة و --حتى-- شرطي المرور إلي ماسك دفتر مخالفات، ومشان ما أطلع حالي من الدائرة...حتى المغتربين بتطولهم المسؤولية كل ما حد يسأل "من وين الأخت؟؟" أو "كيف لاقيتي الأردن"؟ :)

    ردحذف
  5. مدينه وردت ضمن قائمة تضم ابشع العواصم في العالم .. بجوزالكاتب ما شاف غيرها بحياتو .. أو انطلاقة من مبدأ(القرد بعين امه غزال ) بس حقيقة : ما شفت فيها اشي مميز نهائيا .. وكل مره بحاول احبها بلاقي مئه سبب يمنعوني ويزداد كرهي بازدياد التحويلات والأزمات وعدم وجود مصفات

    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...