أضحى مبارك


أليس من رحمة الله بنا أن خلق لنا الأعياد؟

"عيد" حتى ونحن نلفظ هذه الكلمة وكأننا نبتسم :)

هناك سلبية متفشيّة في المجتمع بشكل غريب؛ وهناك العشرات من الأشخاص الذين يقتنصون الفرصة لنشر كآبتهم وتعليقاتهم السلبية في مثل هذا الوقت من السنة، حتى أنني أحياناً أشك أنهم يتنمون إلى تنظيم معين (تنظيم الكآبة p:) ويرددون نفس العبارات بشكل تلقائي كل عيد بدون وعي. مثل: "احنا عنا ولا زي كأنه عيد" .. "ما عنا عيد عيلتنا صغيرة بنعمل القهوة والكعك وناكلهم احنا، ما حدا بيزورنا" ... "بنضل بالبيجامات" .. "ما عنا صغار فما بنحس بالعيد"

برأيي هذا محض هراء...!
عائلة في الشرق الأوسط في المنطقة العربية ليس لديها أطفال؟ ولا حتى أقرباء من الدرجة الأولى أو الثانية؟ ولا حتى جيران؟ يا أخي اذهب إلى صلاة العيد وانظر للعدد الهائل من الأطفال في حيّك، صغار السن المساكين يصبحون مرئيين في العيد في الوقت الذي يكونون فيه مقموعين بالدراسة أو متسمّرين أمام شاشات التلفاز والحواسيب باقي أيام السنة.

لا أحد ينكر أن بريق العيد يتناقص مع تقدم العمر (الحقيقة المرّة) لكن هذا لا يعني أنه ينعدم بشكل تام.

من مظاهر العيد الجميلة - من وجهة نظر شخصية - التي لا يلاحظها الجميع ويفوتهم الكثير من البهجة بعدم ملاحظتها:
- تزاحم الأطفال على ميكرفون المسجد للمشاركة في تكبيرات العيد
-ازدحام صالونات الحلاقة يوم الوقفة، وكيف أن الغالبية العظمى من الذكور صغاراً وكباراً تكون حلاقة شعورهم وذقونهم حديثة العهد
- انتشار البدلات والكعب العالي وارتفاع مستويات الأناقة المجتمعية مقارنة بالأيام العادية
- السيارات المزدحمة بثلاثة ركاب فأكثر :) ويمكن ملاحظة اكتمال نصاب العائلات في السيارات تحديداً على الإشارات بحضور المراهقين والشباب الذين يكونون غائبين في الزيارات العائلية خارج أيام الأعياد.
- الاسترخاء الواضح على عدم المشاركين بالعيد وهم في البيجامات في شرفات المنازل وحدائق الطوابق الأرضية.

ولا بد أن لكل منا نسخته الخاصة من مظاهر العيد التي تبهجه، وملاحظاته الشخصية التي تجعل قلبه ينتظر العيد بفارغ الصبر (حتى وإن أنكر ذلك بلسانه). العيد يأتي مرتين في كل عام فالأحرى بنا أن نفتح عيوننا وقلوبنا وأن نفرح - ولو قليلاً - لأن العيد وُجد من أجل ذلك؛ لكي يكون محطة فرح في حياتنا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...