أفصحت أمي وبشكل مفاجئ إلى حد ما عن رومانسية كدت أنسى أنها موجودة لدى أمي المثقلة بالمسؤوليات والهموم، أخرجت قصاصة مُصفرّة بفعل الزمن من صحيفة أردنية واضح أنها قديمة. مقالة للانا مامكغ؛ تحت زاوية "أوراق" واسم المقالة: "أمام موقد حطب!".
شاركتني أمي تلك القصاصة بابتسامة عذبة، وقالت أنها عندما قرأتها فكرت بصديقاتها، والآن عندما أعادت القراءة بعد عدد لا بأس به من السنوات فكرت بي وبصديقاتي. شعرت بنوع من الإطراء حتى قبل أن أقرأها.
إليكم نص المقال:
"كنا ثلاث صديقات، اغرتنا شمس الشتاء حين ألقت على الأجواء غلالة من نور ودفء تسلل خلسة من بين الغيوم..
فقررنا الاحتفال دون أن نحدد بماذا..كان المهم هو أن نفعل شيئاً استثنائياً يخرجنا من دائرة الرتابة وطقوس اليومي والمألوف والمثير للسأم.
وبدأ الأمر بمشوار على الأقدام في أحد الشوارع القديمة في جبل عمان حيث قادنا بدوره نحو زقاق ضيق ينتهي بدرج طويل، فنزلناه ليوصلنا إلى درج حجري آخر محفوف بأعشاب برية ندية شاءت أن تحتفي بموسم الخضب مبكراً..وبدا مدهشاً قدرة بعضها على شق طريقه نحو النور والهواء ما بين تشققات الحجارة العتيقة.
وهكذا من درج إلى آخر وعبر البيوت العمانية القديمة وجدنا أنفسنا في وسط البلد، وفي عمق الصخب. فقررنا التوجه إلى الساحة الهاشمية لتناول الشاي هناك، إذ كان الطقس قد بدأ يميل إلى البرودة، والظلام يقترب مما دفعنا إلى أن نسرع الخطى لكسب الوقت.
وصلنا أخيراً، ودلفنا إلى مقهى هناك مغطى بشادر على طريقة بيوت الشعر، في حين توسط المكان منقل ملتهب بقطع من الحطب..فاتخذنا مجلسنا حول الموقد بسرعة ودون انتباه إلى خلو المكان من النساء!
ولم يبد هذا مهماً، تصنّعنا اللامبالاة وشربنا شاياً بالنعناع أمام موقد الحطب في استسلام عذب لسحر الوهج.
ولم نشعر بمرور الوقت، إلى أن انتبهنا فجأة على تأخرنا، فاندفعنا إلى الخارج لنلقي بأنفسنا في أول تاكسي، كان السائق يستمع إلى "سهرة حب" لفيروز ووديع الصافي، فارتفعت أصواتنا لنغني مقطع "بتتذكرني قبل الظهر..وبعد الظهر بتنساني!"
أما ماذا كان انطباع السائق عنا..فهذا أمر آخر لم يشغلنا كثيراً لأننا كنا قد انهمكنا بالتخطيط لاكتساح مطعم هاشم في مرة قادمة.
لست أذكر من قال: إذا لم تكن سارقاً جيداً للحظات السعادة، فلا تتباكى وتئن من بخلها.
وأحسست يومها أننا أتقنّا اختلاس لحظات من السعادة والجنون الجميل..والمفارقة هي أنها ممارسات يفعلها الرجال بحرية ودون دهشة، أما نحن النساء فتقودنا إلى توثيقها بمقالة كهذه!"
أثلجت صدري هذه التدوينة :)
ردحذفتصدقي عندي أكوام و أكوام من هذه القصاصات!
أنتظر اليوم الذي أشارك طفليّ بها و أخبرهم كيف كان العالم قبل ثورة المعلوماتية و ما بعدها!
:)
أشارك زوجتي الكثير من هذه الأوراق و الصفات المنتزعة من دفتر الذكريات!
--------
نيالك بهيك أم! الله يخليلكم إياها :)
شكراً شكراً أخ هيثم :) :) :) أنا سعيدة جداً انه كان لهالتدوينة هاد الأثر عليك :)
حذفوأنا متأكدة من انه أطفالك رح يقدروا احتفاظك بقصاصاتك الخاصة وحرصك على مشاركتهم كتابات أحببتها.
وكل ما زاد التطور والجنون مع هالثورة المعلوماتية بتخيّل انه قيمة القصاصات رح تضاعف ؛) وأكيد هاد الاشي بتشوفه من ردة فعل زوجتك عند قراءة أوراقك من وقت لآخر (بحالتنا عند التعزيل :) ما بعرف التوقيت بحالة أسرتكم :))
وآمين..الله يحفظ كل الأمهات ويخليلنا اياهم
غالبًا عند التعزيل كمان!
حذفكل مرة ن/أحاول وضع جدول زمني و لو بسيط لقراءة و استرجاع القصاصات و الذكريات = ما بتزبط! :)
قد يكون هذا أفضل، لإبقاء عنصر (المفاجأة) في إيجادها و قراءتها
فقط تعقيب سريع: كتابات لانا مامكغ جميلة و مفرطة في الأحاسيس المرهفة. أقرأ لها من بداياتها على جريدة الرأي. لا أتذكر هذه المقالة و لكن (قد) تكون عندي في كيس/مغلف ما! :)
ردحذفأوافق الرأي :) كتاباتها جميلة جداً وأصيلة :)
حذفومن يعلم، قد تكون المقالة نفسها في مكان ما لديكم، وتقرأها بنتك بعد كم سنة وتكيّف عليها :)
روانووووو يا روانوووو
ردحذفانتي عارفة؟!! انا تقريبا" بكيت لما شفت الحتة دي...ايه الطلام دة... اهي كل حاجة بنعملها ليها طعم تاني لما بنكون مع بعض...ساعات بحس انا في فيديو كليب ماجدة و هيا خارجة مع صاحباتها :) يااااااه دي احلى حاجة بالدنيا....
اثلجت صدرى ونفسى هذه التدوينه وساتابعها بقد ما فاتنى منها
ردحذفاشتركت مع متابعينك لاتابع اعمالك وارجو ان تفعل المثل للتواصل
الفاروق
أشكرك أستاذ فاروق على المشاركة والتعليق، واشتراك في المدونة شرف لي
حذفأهلا و سهلا بك دائماً
قد فاتتني مدونتك هذه...ما أجملها يا روان وما أجمل روح أمك ما شاء الله!
ردحذففعلا كأن المقالة كتبت عنك.
إن شاء الله الجايات أكتر من الرايحات :) #لنسرق-سعادة