هل الرجال أكثر حساسية من النساء على مسألة
الشبه بينهم وبين أطفالهم؟ بمعنى آخر، هل تعتقدون أن عبارة: "كم يشبهك!"
تؤثر في الأب أكثر من الأم؟
المصدر |
في أحد الاختبارات عرض بلاتك Platek وزملاؤه (2002) صور أطفال على
راشدين من الرجال والنساء. وكانت هذه الصور بالنسبة إلى نصفهم عبارة عن مزيج بين
وجه كل واحد منهم (الأمر الذي كانوا يجهلونه طبعاً) وبين وجه طفل مجهول. ولهذه
الغاية، صور الباحثون كل مشارك من المشاركين قبل التجربة مباشرة تحت حجة مختلفة.
بعدئذ تمت عملية الدمج باستخدام برنامج على الحاسوب. وتضمنت الصورة من 25 إلى 50%
من الخصائص المشتركة.
وعرض الباحثون على النصف الآخر من المشاركين
صور طفل أيضاً إنما صور لا تتضمن أي تشابه معهم. بعدئذ طلب بلاتك من كافة الراشدين
أن تقييم الأطفال على الصور والرد على أسئلة من نوع: "أي من الأطفال تجدونه
جذاباً أكثر من سواه؟" "مع أي من طفل من هؤلاء يمكنك أن تمضي الوقت
الأطول؟" "إذا ما ألحق هؤلاء الأطفال الضرر بغرض مهم جداً بالنسبة
إليكم، فأي ولد من هؤلاء ستعاقبه أقل؟" "من أجل أي طفل من هؤلاء الأطفال
يمكنك أن تنفق 50 دولاراً؟" "أي من هؤلاء الأطفال يمكن أن تتبناه؟"
عند دراسة النتائج فوجئ الباحثون بما يلي: وحدهم الرجال بدو
منتبهين للتشابه. استنتج بلاتك وزملاؤه أن الرجال الذين عرضت عليهم صور أطفال تم
دمجها مع صورهم - وخلافاً للنساء – وجدوا
هؤلاء الأطفال أكثر جاذبية واهتموا براحتهم أكثر من الأطفال الذين لا يحملون أي
شبه بينهم.
يظهر بحث بلاتك وزملائه أن الرجال حساسون
جداً على الشبه بينهم وبين الطفل. لكن لم لا تطال هذه الحساسية سوى الرجال؟ يرى
علماء النفس أن النساء لا يقلقن بقدر الرجال مما إذا كان الطفل من صلبهن. ولهذا لا
يحتجن لتطوير آليات تحديد هوية معقدة وفاعلة لمعرفة ذريتهن الخاصة.
"... يا الله!.. ما أقوى ذلك الرباط المقدس عند الرجل!... إنه في الحقيقة رباط الرجل بطفله... وإن منبع القداسة فيه ذلك الدم الذي يجب أن يجري نقيّاً، فإذا تلوث أو تدنس، أو داخله الغش، أو خالطه التدليس، أو مرّ عليهشبح الشك والارتياب... فإن الرجل قلّما يحتمل ذلك!! هذا ما لا تفهمه المرأة، لأن كل طفل يخرج من بطنها هو لها، دون حاجة إلى تفرز أو تميّز بين دم ودم! ولهذا قلّ أن تدرك معنى لقداسة ذلك الرباط!..."
ردحذفتوفيق الحكيم
الرباط المقدس
لميس شكراً جزيلاً على هذا الاقتباس! سبحان الله...
حذف