أتعتقد أنك تعرف الكثير؟ إذاً أعد التفكير. فمن المتعارف عليه أن المعرفة قوة، لكن ليس الأمر كذلك بالضرورة. فالمعرفة قوة فقط إن وظفتها تحديداً كما ينبغي. وبكلمات أخرى لا تخبر العالم كم تعرف ما لم تنوِ توظيف معرفتك في شيء آخر غير الكلام.
عند البوذيين قول مأثور هو "المعرفة من
دون فعل ليست بمعرفة". وغني عن القول أن المعرفة والحكمة عقيمان ما لم
توظفهما في ما يستحق العناء. وإن كان لا بد أن تحدث فرقاً هاماً في هذا العالم
فيجب أن تخلق تناغماً بين معرفتك الفريدة من نوعها وأعمق قيمك ومعتقداتك وأن تسعى
وراء ما تريده من الدنيا بحق.
الأفعال أبلغ من الأقوال فحتى القليل من الأفعال يساوي أكثر بكثير من كمّ من الأقوال. تذكر العبارة القديمة "الكلام رخيص لأن العرض دائماً يفوق الطلب". تشكل الأفكار الرائعة والمعرفة مقومات النجاح العظيم وعلى الرغم من ذلك فهما لا يصنعان إنساناً ناجحاً لوحدهما.
يمكنك تعلم الكثير بمراقبة الآخرين لكن يأتي
وقت يفرض عليك القيام بشيء ما في سبيل رضاك الذاتي. فالجلوس ومراقبة العالم يمضي
قدماً لا يحققان الرضى بل على العكس يؤديان إلى الاستياء..ومن يحتاج إلى هذا
الأخير؟!
يجب أن تقرن القول بالفعل إذا كنت تنوي ترك
بصمة في هذا العالم. فقد لاحظ بودهيدهارما وهو راهب هندي بوذي من القرن السادس أن
"الجميع يعرفون الدرب لكن قلة يسلكونه". إذا ما برحت تتحدث عن الأفعال
دون أن تمضي أي وقت في القيام بها فعلاً. يمكن لأفكارك أن تغير العالم لكن فقط عندما
تلازمها الأفعال.
أعتقد أن الفيلسوف وعالم الرياضيات ألفرد
نورث وايتهاند هو من قال يوماً إن الأفكار لا تدوم ويجب فعل شيء ما بشأنها. فأحد
معارفي يملك ملايين الأفكار ويبدو أسعد البشر حين يشرح بإسهاب عن إحداها، إلا أنه
لم يحاول مرة أن يجرب أياً منها فهو دائم الانشغال بخلق المزيد. وتكمن العبرة هنا
في أن التطبيق الناجح لفكرة سديدة جدير بالاهتمام أكثر من مليون فكرة لم توّظف.
لن تبصر فكرتك النور أبداً ما لم تكن متحفزاً
بما يكفي لمواصلة تبصراتك وطموحاتك حتى النهاية. فحدسك وإبداعك وقوة إرادتك هم
أعظم ميزاتك، أما فكرتك العظيمة فهي مجرد فكرة. ولن تصبح أكثر من مجرد فكرة إذا لم
تفعل ما هو أكثر من مجرد الكلام، فالفكرة تغدو عظيمة عندما توظفها في شيء ما.
يجب أن تمضي وقتاً أقل في التفكير وأكثر في التنفيذ. فما يميز الأشخاص الناجحين عن الأقل منهم نجاحاً هم أن الناجحون يشاركون باستمرار في مغامرات مثيرة للاهتمام، فهم فاعلون. أما الأقل منهم نجاحاً فهم ليسوا بفاعلين، فربما يهتمون بالوجهة المقصودة إلا أنهم يمتنعون عن سلوك الطريق المؤدية. لكن ما من وجهات جديدة للذين لا يغامرون بسلوك الطريق.
وينطبق هذا الأمر على أي مشروع آخر يمكنك إنجازه
لكنك لم تحرك ساكناً للقيام به. وعليه فابدأ اليوم ولاحظ إلى أين يأخذك الأمر. إذا
تشير مدام ماركيز دو دفّون إلى أن "المسافة لا تهم فما الصعب إلا الخطوة
الأولى".
يكفي القول إنك لا تعرف شيئاً ذا قيمة فعلاً
ما لم تعشه، فقد آن الآوان كي تتولي مشروعاً ربما يغير حياتك. لذا فاجعله مختلفاً
ومثيراً للاهتمام وممتازاً. والأهم من ذلك احرص على شروعك به، ونفذه بشكل سيء لكن
نفذه على الأقل. فالعالم بحاجة إلى مزيد من الناس ممن ينجزون الأمور بدلاً من مجرد
الكلام عن كيفية إنجازها.
**التدوينة من كتاب إيرني زيلنسكي "فكر أكثر تنجح أكثر - ١٠١ فكرة للنجاح في كل شيء"
**التدوينة من كتاب إيرني زيلنسكي "فكر أكثر تنجح أكثر - ١٠١ فكرة للنجاح في كل شيء"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق