رمضانيات


إنه رمضاني الأول بعيداً عن عمان والعائلة والأصدقاء.
لدي قائمة تطول عن الأمور الرمضانية التي أشتاق إليها، والطقوس الصغيرة والكبيرة وحتى تلك التي لا أمارسها لكني أعرف أنها موجودة.
استعنت بانستجرام في الأيام الأولى حتى أضع نفسي في الأجواء. ومع تحفظاتي على مواقع التواصل الاجتماعي وعن المقدار الأمثل لمشاركة مقتطفات، أو مشاهدات أو حتى مشاعر من حياتنا اليومية، إلا أنني لا أستطيع أن أنكر دورها في رسم الابتسامة على وجهي وامداد قلبي بالدفء عند رؤية الأجواء العائلية والرمضانية في أماكن مختلفة من العالم. وكأنني كنت بحاجة إلى من يطمئنني وأنا أفتش عن رمضان بكل حواسي هنا في الغربة أن القطايف لا تزال تُحشى بالجوز والجبنة في الأردن، وصلاة التراويح تقام في تركيا، والمقبلات تزين مؤائد إيران، وعائلات الجاليات المسلمة في هولندا، بجميع أفرادها من البشر والحيوانات الأليفة حريصة على استشعار رمضان في منازلها.


من أهم العناصر الرمضانية في تجربتي اللندنية مشروع خيمة رمضان. مشروع لطيف يهدف إلى خلق جو تشاركي مجتمعي يضم المسلمين وغير المسلمين، المقيمين والوافدين، المواطنين والأجانب، الجميع ليتشاركوا أجواء الشهر الفضيل.
























الخيمة مقامة في أحد حدائق لندن ومستمرة طوال الشهر الفضيل. أما عن وجبات الطعام فهي مقدمة من جهات مختلفة كمطاعم أصحابها مسلمون، ومتطوعون ومتطوعات وجهات مانحة أخرى.
حتى موضوع الطعام تجربة ثقافية لندنية زاخرة بالتنوع. فعلى سبيل المثال؛ تناولنا في اليوم الأول كبسة، واليوم الثاني طعام باكستاني، كما قدم مطعم تركي الوجبات في أحد الأيام. أما عن وجبتي المفضلة فكانت مبادرة من عائلة أندونيسية قامت بطبخ كميات هائلة من الطعام الأندونسي (الذي جربته للمرة الأولى في حياتي).
وصدف في ذلك اليوم أن الأعداد التي جاءت للخيمة فاقت التوقعات ولذلك طلب منا أحد القائمين على المبادرة مشاركة الوجبات بشكل جماعي، وكان لذلك أثر جميل على التجربة. كانت أكثر مرة أستمتع فيها بالطعام. كان هناك بركة كبيرة على نية العائلة الأندونسية المكونة من الأب وزوجته وأبنائهما والذين كانوا يتصرفون وكأنهم "المعزّب" في الخيمة :) كانوا طيبين جداً وحريصين كل الحرص على أن يحصل الجميع على طعام كافي.


ليس من السهل استشعار رمضان وأجواء الشهر الفضيل في بلاد لا يوجد فيها غالبية مسلمة. يحتاج الأمر لبذل مجهود لا بأس به لكنه يكون بلا شك مجدياً! خصوصاً في مدينة كبرى تعج بالمهاجرين والزوار والأجانب، تجربة رمضان في لندن تشبه الحج لأنها تذكرنا كمسلمين أننا ننتمي لعائلة عملاقة ننسى أحياناً أننا نتنمي لها. في كل إفطار وفي كل صلاة جماعة وفي كل اجتماع للمجتمع المسلم، لا أستطيع أن أمنع نفسي من الابتسام وأنا أقلب نظري بين الوجوه مختلفة الأعراق والخلفيات. التنوع والاختلاف صفة لصيقة بالإسلام يبدو أننا نغفل عنها.

هناك 6 تعليقات:

  1. عنجد جميل :)

    صعبة الغربة بأوقات كهذه ولكن من أين للواحد التعرف إلى (حقيقة) الشعور عندما تقام مثل هذه الموائد/الجلسات/ ..الخ بغير غربة!

    u win some u lose some

    رمضان كريم يا روان

    ردحذف
    الردود
    1. 100%
      صراحة معك حق!
      هاد الرمضان مختلف بلا شك بس الحمد الله حلو :)
      يا رب يكون رمضانك مميز كمان

      حذف
  2. وصحيح
    حتعملي أكبر كيكة رمان بأنو يوم لرواد الخيمة؟

    ههههههههههه

    ردحذف
    الردود
    1. بتعرف أخدت معي سلطة كذا مرة وشاركتها مع الناس يلي صدف قعدت جنبهم (وسيلة جيدة للتعرف على ناس جداد على فكرة :)) بس ما خطر على بالي كيكة .. فكرك؟
      بس ما شاء الله على الأعداد يلي بتيجي كل واحد بيطلعله حبتين رمان :)

      حذف
    2. كل عام وإنت بخير يا روان

      حذف
    3. وانت والعائلة الكريمة بألف خير! :) شكراً هيثم
      يا رب ينعاد عليكم بالصحة والسلامة وهداه البال

      حذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...