حبكا!


هل تعرفون ما هي "حبكا"؟! إنها أحد القرى الموجودة في إربد.
ولماذا نتحدث عنها اليوم؟ ... لأنها مكان عملي!

بعد العيد مباشرة استلمت عملاً جديداً، وظيفة لا أستطيع أن أقول عنها تقليدية لكنها جعلت مني "موظفة" وأسرت جزءاً لا يستهان به من حريتي. في الأيام الأولى عانيت من "اكتئاب ما بعد الإجازة" بشكل حاد، وكان دماغي يطحن ليس فقط بؤس ساعات الدوام، والغربة التي يشعر بها الموظف الجديد و الاعتياد على ساعات الاستيقاظ الفلكية الجديدة، بل كل ما تجنّبت التفكير به في رمضان أيضاً، كان اليومين التاليين لعطلة العيد درااااما! P:

لست متأكدة للآن أني تخطيت الجزء الصعب الذي سيجعلني أصمد في هذه الوظيفة بعد والتي هي جزء من مشروع إيواء الأسر السورية في الأردن. فكرة المشروع باختصار: مساعدة أهالي المنطقة الأردنيين على إنهاء منازلهم غير المكتملة مقابل تسكين عدد من الأسر السورية لمدة معينة حسب قيمة التمويل. أحببت المشروع لأن فيه مساعدة للاجئين مع تمكين المجتمع المحلي، أي أن وجود الأشقاء السوريين في القرى الأردنية سيكون أقرب إلى "الفرصة" منه إلى "العبء" لدى أهل الشمال الطيبين.



هناك عدة أمور إن تم أخذها من منظور كوميدي فإن الوظيفة ستكون بلا شك مثيرة للاهتمام مثل:
- الموقع؛ سواء القرية (حبكا) أو موقع المكاتب (جمعية حبكا الخيرية) المستأجرة من قبل المنظمة.
- تشاركنا مع رئيس الجمعية (مرشح في الانتخابات البلدية والذي لديه شعور داخلي بأننا نعمل ضمن حملته الانتخابية) وفتيات القرية العاملات في الخياطة في نفس المبنى (المكون من ٤ غرف بالمناسبة)
- أن احتمال مرور راعي بأغنامه يفوق احتمال مرور سيارة في المنطقة بحاولي ٦ مرات.
- صورة الهاشميين فوق تنسيقة الورود الاصطناعية التي نراها كل صباح فور ولوجنا للجمعية.
- تشارك ١١ شخص بمكتبين و٤ حواسيب و٣ هواتف خلوية للعمل.

بالمقابل؛ هناك أيضاً عدد من الأمور التي تجعلني أستيقظ كل صباح وأخرج من منزلي الساعة السادسة والنصف صباحاً وتجعلني أبتسم برضى فجأة في منتصف النهار مثل:
- طيبة الناس الذين نقابلهم وتلقائيتهم ولهجتهم المحببة. (عندما يقولون لي عمي أو يَابَا أتأثّر :))
- قطوف العنب الطازجة التي يصرّ الأهالي على تقديمها لنا والتين المقطوف مباشرة من الشجر.
- أن كل الموظفين في وحدتي في المشروع تحت ٣٠؛ ولذلك هناك الكثير من الطاقة والحيوية في الجو العام.
- طريق إربد؛ على الرغم من أنه يأخذ حوالي ساعتين ونصف كل يوم ذهاباً وإياباً، إلا أنه مشجّر ومتنوع وأفضل من ازدحام المدن ونزق السائقين.
- امتلاء المنطقة (المزار، الجحفية، رحابا، دير يوسف، حبكا) بأشجار المجنونة وأشجار الرمان المثمرة.
- أن الإنارة طبيعية والتهوية والتبريد كذلك (والتبريد! أحمد الله على ذلك :) لأني أكره المكيفات بعنف)




تمنّوا لي التوفيق لأني بحاجة لذلك

*ملاحظة قد لا تهمك: 
كل الصور في هذه التدوينة ملتقطة بالهاتف الخلوي، وعليها مؤثرات من تطبيق الانستجرام


هناك 12 تعليقًا:

  1. حبكا لي فيها ذكريات قليلة و لكن مؤثرة!

    مبارك مرتين، العمل و الأجر لأن طبيعته خيرية و تطوعية اكثر من كونها شيئًا آخر
    الله يبارك فيكم و يصبركم و يعطيكم على قدر تعبكم و أكثر.

    الصور جميلة، رائحة الزمن القديم (تفحفح) :))

    من الأشياء الرائعة -بحق- الأكل النظيف و الهواء النظيف!
    صدقيني حتحسي بفرق و لو تدريجي بكل حواسك و كذا نفسيتك
    :)

    ردحذف
    الردود
    1. الله يبارك فيك :) :)
      يا رب الله يعينّا ويقدّرنا ويتقبل منا ..
      ادعيلي أصمّد لانه زي أي شغل (وأكيد انت عارف :)) في تحديات
      وبالنسبة للهواء النظيف والله هو يلي مصبرني يا هيثم وبالفعل معك حق ! حقيقةً عم بلاحظ الفرق شوي شوي ؛)

      حذف
  2. الردود
    1. :) :)
      طيب تعالي قدمي معنا ؛)
      بس والله اني عم بتعب يا عزيزتي .. بقولكم ادعولي اصمّد

      حذف
  3. أنا نفر بحوب أربد إكثير
    خلص بوقت أول الربيع لازمن كل سنه أروحها مرتين 3

    بتوقع ما مريت من حبكا,, بس رح أحطها ضمن الخطه السنويه القادمه إن الله راد

    -----------

    شغلك جميد,, بجد وحلو وشكله ممتع من نوع التعب الحلو
    والصور طااااااااااااااقع من الأخر يا بطيخة :)

    ردحذف
    الردود
    1. خلص طار الشغل!

      لا تقرئي يا روان.. ترى هاظا حجاب! *إسأل مجرب و لا تسأل طبيب*

      حذف
    2. والله توقعت إن هاظ الرد إلي بالذات !!

      وك سنحك من بين المسانيح شو طالع مسنوح وبومه كمان

      حذف
    3. برافو إم عمر .. برافو

      صايرة تتوقعي خزاة العين

      دخلك هاظ من آثار (لهط) المعمول من بين أصابع الأطافيل المساكين و اللا من أعراض هوا العاصمة..

      متغيرة و صايرة من أشباه أصحاب الذوات (بدها تصيف بإربد و كزا)

      لا لابق عليك الدور ... لويش الحكي! :سمايلي مجعلٍك: "بكسر اللا.. واخد بال حضرتك"

      حذف
    4. شكلي رح أجعلكلك خلقتك يا مان
      بس صبرك عليّ إنت وماعليك

      -----------

      كل هااااااااااظ غيره من المعمول والكعك اللي بعثتلك صورته ؟؟
      عاد كان طعم زبدة اللورباك فيه غالب ع الطعم كله
      وكان السكر المطعون لزيز بشكل خيالي
      ودقة الكعك جوات التمر طعمها بشبهش أي طعم ف الدنيا؟؟

      غريب ليه غيران؟

      حذف
    5. الله يبارك فيكِ يا ام عمر :) والله إربد حلوة وطريقها حلو
      يلي اكتشفتها جديد وطلعت أحلى من حبكة "زوبيا" .. زوبيا حطّيها ببالك ؛)
      ولحد الآن التعب حلو بس اذا قلب على إرهاق ما بعرف قديش رح اتحمّل :/

      حذف
  4. ملاحظة: هيثم وأم عمر انا سعيدة بحواركم اللطيف على هالتدوينه :))) ضحكتوني اضحك الله سنّكم! ^_^

    ردحذف
    الردود
    1. ملاحظة: إم عمر ما عندها سنان! خلص.. بح!
      من كثر اللهط للكعك و المعمول و الكنافة

      عندها تقنيات جديدة للتغلب على المعضلة.. خبيرة مسجّلة و تعطي دورات في يا (زور سلّم على البلعوم) بدون المرور بالتقطيع و ما شابه.. تضييع وقت أصلًا.. ما في داع

      حذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...