عندما نتعلم شيئاً جديداً


قبل أسبوعين دعونا العائلة على الغداء، كانت فرصة لجمع أفراد العائلة بعد العيد قبل أن يرجع كلّ لحياته وشغله ومكان إقامته الذي اختاره. كان يوماً مميزاً بالطبع، لكنه - على ما أظن - كان تاريخياً لابنة عمي الصغيرة؛ كان اليوم الذي تعلمت فيه أن تربط رباط حذائها بنفسها. في العادة تقودني هذه الفتاة الصغيرة إلى الجنون عندما أحاول أن أصوّر صوراً طبيعية عائلية، فدوماً تنظر للكاميرا وتبتسم بشكل مفتعل وتتجمد لحين التقاط الصورة (وهو عكس رؤيتي التصويرية تماماً). والفكاهة أن جدتي تعتقد أن ذلك ظريفاً وتترنّم وهي تشاهدها تتخذ وضعيات فنّية. أما في ذلك اليوم فكان الوضع مختلفاً، كانت منهمكة في ربط شرائط حذائها الوردي وكأنها منعزلة في عالمها الخاص تركّز بكل جوارحها على دمج الشرائط ببعضها لتشكل منها "بكلة". في الحقيقة كانت مراقبتها ممتعة خصوصاً عندما نجحت وعلت ابتسامة النصر محيّاها الصغير.


أتذكر جيداً اليوم الذي تعلمت فيه قيادة الدراجة الهوائية ذات العجلتين وتوازت عليها لأول مرة، عندما كنا صغاراً كنا نحب أن نذهب لزيارة عمة أبي - رحمها الله - لأن لديها حديقة كبيرة ومساحة واسعة للركض واللعب، وفي ذلك اليوم الربيعي أخذنا دراجتنا الهوائية معنا. أتذكر جيداً ألوان الورد الجوري في الحديقة، ورائحة منزل العمة الكبيرة شديد النظافة، وأصوات العصافير التي كانت تزقزق في سماء الحي الهادئ. لن أنسى أبداً الفرح الغامر الذي شعرت به عندما مشيت على الدراجة لحوالي 7 أمتار متواصلة دون أن أقع وانحنيت دون أن أفقد السيطرة لأرجع من حيث بدأت...شعرت وكأنني ملكت العالم! عالمي الصغير في ذلك الوقت :)
هناك أيام في حياتنا لا ننساها أبداً.
ترى...هل ستتذكر ابنة عمي الصغيرة ذلك اليوم؟! "اليوم الذي تعلمت أن تربط رباط حذائها بنفسها"
أتمنى ذلك.

عطلة نهاية أسبوع سعيدة مليئة بالإنجازات والأيام التاريخية التي لا تنسى


هناك 4 تعليقات:

  1. بتذكر خالتي لما كانت دائما تبهدلني على رباط بوطي الفالت وكنت أتركه عمدا قال ع اساس فياعة وكان بوطي المفضل ابيض مهترىء جدا وكان بسكليتي أسود صغير الحجم بخطوط خضراء على الأغلب بنت عمك رح تتذكر بوطها أبو رباط زهري

    ردحذف
  2. إنجازات إنجازااااااااااااااااات!

    (لك و لها!)

    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...