تستطيع أن تغيّر نوعية حياتك حالاً



هل سبق وأخذت بعين الاعتبار أن فهمك للواقع يمكن أن يكون مغلوطاً؟ إن لم تفعل بعد فهذا مؤشر مناسب جداً على إدراكك الخاطئ له، فواحدة من ابتكارات العقل العظيمة هي فهم الواقع بطريقة لا تمت إليه بصلة على الإطلاق لذا فيجب أن تحذر من ما تدركه على أنه واقع إذ أن أي تحريف له هو كذبة وسيسبب لك بمشاكل كبيرة في الحياة خصوصاُ عندما ترى أن الظروف أكثر جدية بكثير مما هي عليه في الواقع.


فعلى سبيل المثال، يمكن لشخصين أن يواجها الموقف نفسه لكن واحداً سيعتبره نعمة بينما سيراه الآخر نفقمة. فضلاً عن ذلك، لماذا بوسع مليونير أن يخسر ثروته ويمضي قائلاً: "وماذا في ذلك؟ المال هو كل ما خسرته لكنني ما زلت موجوداً" بينما يخسر مليونير آخر ليالي نوم عدة بسبب غرامة مالية بقيمة 15 ديناراً لارتكابه مخالفة مرورية في إيقاف السيارة أو ركنها في مكان ممنوع؟ يكمن الفارق في خلفية نظرة الاثنين إلى ما يقدمه الواقع إليهما.


غيّر أفكارك وتصرفاتك بشأن المشاكل فيتغيّر العالم من حولك، إذ يمكن لمعظم المواقف السلبية أن تتحول فوراً بمجرد تغيير نظرتنا إليها. وتعتمد مدى قدرتنا على تغيير رؤيتنا للأمور على درجة انفتاحنا. فبمرونتنا الفكرية وتحدّينا لمعتقداتنا نؤمن المناخ المواتي لوجهات نظر جديدة ومواقف أفضل بشأن الحياة.

وإذا لم تكن حياتك تسير على ما يرام فربما يجدر بك أن تحثّ دماغك على إعادة النظر في رؤيتك للأمور، فالموضوع بكل بساطة هو تغيير نوعية حياتك فوراً بتغيير رؤيتك للظروف. صحيح أنك قد لا تتمكن من السيطرة على بعض ظروفك لكن بمقدورك السيطرة على ردات فعلك بشأنها.
لا تطل التفكير في واقع أن بعض الأمور لم تجر كما كنت تأمل. فمهما كان ما حدث في الماضي يجب أن يُنسى ولا يُعطى أي أهمية عندما يتعلق الأمر بما بمقدورك فعله بحياتك في المستقبل. إذ دائماً يمكن البدء من جديد وإحداث فارق كبير بغض النظر عما حدث سابقاُ.


إن كل ما تستثمره من طاقة ذهنية في هذا الكون سينعكس عليك فوراً. فكلما ازداد ما توظّفه من طاقة إيجابية في تصور حياة كاملة ومريحة ومرضية وسعيدة، ازداد تجلي هذه الطاقة في العالم الحقيقي. ويفعل هذا الأمر العجائب إذ يمكنك خلق إشراقتك الخاصة في أقل من ثانية واحدة في يوم غائم. إن جوهر المسألة هو أن أفكارك تحدد سعادتك وتؤثر على صحتك، كما أنها تحدد النوعية الشاملة لحياتك.

**التدوينة من كتاب إيرني زيلنسكي "فكر أكثر تنجح أكثر - ١٠١ فكرة للنجاح في كل شيء"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...