يمكن للألم الناجم عن الأحلام غير المحققة أن يكون أسوأ آلامك


كثير من الناس بل معظمهم يتآكلهم الندم عندما يتأملون حياتهم وهم على فراش الموت. وقد بيّن آشلي مونتاغو هذا الأمر جيداً حين قال: "ما يشكل الهزيمة الشخصية الأكثر عمقاً والتي يعاني منها البشر هو الاختلاف بين ما كان بإمكان الشخص أن يصبح عليه وما أصبح عليه في الواقع". فإن لم تكن تشعر بأي اكتفاء في حياتك فلا بد أنك تعلم أنه يمكن للألم الناجم عن الأحلام غير المحققة أن يكون أسوأ ألم ستمر به.




إذا أجريت اختباراً على جرذٍ واضعاً الجبنة بانتظام في الممر الثالث من عدة ممرات فسيكتشف الجرذ في النهاية أن الجبن موجود دائماً في الممر الثالث، لذا سيتّجه مباشرة نحو ذلك الممر من دون أن يبحث في الممرات الأخرى. لكن ابدأ بوضع الجبن في الممر السادس فتجد أن الجرذ سيثابر على الذهاب إلى الممر الثالث. إلا أن الجرذ عاجلاً أم آجلاً سيدرك أنه لا يوجد جبن في ذلك الممر، وعندئذ سيبدأ بالبحث في الممرات الأخرى إلى أن يكتشف أن الجبن موجود في الممر السادس، ففي نهاية المطاف سيظهر الفأر في مكان تواجد الجبنة.

ويكمن الفرق بين الجرذان والبشر أن غالبية البشر يمكثون في ممر لا جبنة فيه, وبلا ريب إنه لأمر غريب لكنه حقيقي، فمعظم البشر يوقعون أنفسهم في مصائد لا يفلتون منها أبداّ. ومن الواضح أنه من الصعب جداً الحصول على الجبن عندما يقع الإنسان في مصيدة لم يبقَ فيها أي جبنٍ منذ البداية. وغنيّ عن القول أنه لا يوجد جبن هنا بل هو مجاز للتعبير عن السعادو والرضى والإنجاز الخلاّق النابعين من السعي وراء أحلام الإنسان وتحقيقها.

إن العدد الكبير الذي لا يقل عن عشرات الملايين، من فائقي الذكاء والجيدي الثقافة ورفيعي التدريب ورائعي المهارات الذين ما زالوا يحتاجون إلى تجربة أي نجاحٍ ملموس في حياتهم لمأساوي نوعاً ما، فهؤلاء التعساء والمثبطي العزيمة لم ينفذوا خططهم أو يلاحقوا أحلامهم بل اختاروا الوظائف الأعلى أجراً واستمرّوا في مهن لا يستمتعون بها. والمشكلة في أنهم حتى بعد أربعين أو خمسين سنة من السأم ما برحوا يقبعون في نفس الممر – بلا جبنة – يتساءلون متى سيتغير مجرى الأحداث في حبكات قصص حياتهم إلى الأفضل.


ومن جهة أخرى، في الحياة أشخاص يعيشون أحلامهم. فصحيح أن الكثيرين غالباً ما تتحقق لكن فقط أؤلئك الذين يركزون على هذه الأحلام ويعملون لبلوغها. وكي تلعب لعبة الحياةكما يجب لا بد أن تملك أحلاماً تعمل على تحقيقها، فبحسب ريتشارد باخ: "أنت لا تمنح أمنية من دون أن تُزوّد بالقدرة على تحقيقها، لكن عليك أن تعمل في سبيلها".


إذاً فمن الواضح أن الأشياء المهمة التي كنت تعتزم القيام بها لكن لم تجد الوقت لها قط لن تمنحك أي رضى بتاتاً. فسواء كانت أحلامك الشهرة أم الرومانسية أم المغامرة عليك أن تحاول الحصول عليها, ويجب أن تعيد تنظيم حياتك إن لم تكن توفر لك أي اكتفاء وإلا فلن تنفك تحصل من الحياة على ما كانت تعطيه لك حتى الآن.

ما هي الأشياء المهمة التي غالباً ما تحلم بها؟ إن الطموحات التي رغبت في تحقيقها كثيرة على الأرجح، وقد آن الأوان لتسبر غور أحلامك وأشد رغباتك الخيالية جموحاً كي تستخلص بعض التلميحات عما يجدر بك السعي وراءه. يجب أن تحدد الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة إليك ومن ثمة اجعلها محور وجودك، لكن إن كنت تفتقر للقدرة على تحقيق أحلامك حيث أنت اليوم فعليك أن تقصد مكاناً آخر حيث تتمكن من تحقيقها.

**التدوينة من كتاب إيرني زيلنسكي "فكر أكثر تنجح أكثر - ١٠١ فكرة للنجاح في كل شيء"

هناك تعليقان (2):

  1. روووووووعة بجد :)

    ردحذف
  2. مرة قرأت قول في مكان ما، غير الطريقة التي أنظر فيها لحياتي،
    معنى القول ؛أننا نخاف من محاولة تحقيق أ حلامنا ليس لخوفنا من الفشل، بل لخوفنا من النجاح.
    أظن أن هذا من أحد الأمور العميقة في نفسنا التي تمنعنا من محاولة تحقيق أحلامنا.

    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...