تنبّأ بفشلك وستكون عندها متنبئاً ناجحاً


يظن معظم الناس أنهم لا يستطيعون إنجاز أي شيء ذي قيمة في حياتهم، والمحزن أن بمقدورهم إحداث فرق مهم إن لم يتوقعوا الفشل. ويؤكد هنري فورد أم "ما من شخص على وجه الأرض غير قادر على القيام بأكثر مما يعتقد أنه بوسعه". ومع ذلك فحتى الأشخاص الأشد موهبة، أكانوا سبّاكين أم شعراء أم أطباء أطفال، لن ينجزوا في هذا العالم ما لم يحرروا أنفسهم من القيود التي فرضوها على ذاتهم. والثقة كل شيء عندما يتعلق الأمر بالنجاح، فمعظم الناس لا يتوصلون إلى إظهار إمكاناتهم كاملة نظراً لعدم إيمانهم بقدراتهم. فالتشكيك بالذات أمر شائع أكثر مما تظن؛ إذ كل واحد في هذا العالم يشك بذاته لدرجة معينة.
وشأنك شأن الآخرين في هذا العالم تستطيع إنجاز أكثر مما تظنه بوسعك، فقيودك ليست سوى في عقلك. ويكمن الخطر في إمكانية تحقق شكوكك الخاطئة بذاتك لأن توقع ما هو سلبي يؤدي إلى نتائج سلبية، فعندما لا تنفك تقول أن أمورك لن تنجح تجد نفسك محقاً في آخر المطاف. وبعبارة أخرى: تنبّأ بفشلك فتصبح متنبئاً ناحجاً سجله عظيم!

لذا فمن المهم أن تتجاهل كل ما تقوله عن نفسك في ما يتعلق بأسباب عدم قدرتك على تحقيق ما هو هام. كما يجب أن تتجاهل الناس الآخرين المستعدين تمام الاستعداد لثنيك عن تجربة تحدّ ما. فعندما تؤمن بقدراتك قلّما يهمّك إذا ما قال الآخرون أن فرصتك لتحقيق أهدافك معدومة. فإن اتصفت بروح الفوز والنجاح، ستمتلك دافعاً أكبر لبلوغ أهدافك عندما يعلن أحدهم تعذّرها، كما ستكتشف عظيم الرضى الناجم عن فعل ما يؤكد الآخرون عدم قدرتك على فعله.


كلنا نريد أن نترك بصمة في هذا العالم، ونرغب في أن ندرك كم هامة الحياة وأننا نحدث فرقاً من نوعٍ ما، لذلك لا تدع فشل الماضي يقيّدك. وإن كنت تشعر مؤخراً بالضياع وقلة الاعتزاز بالنفس والتعاسة والاحباط فلا بد أنك كنت تقوم بما هو خاطئ لك.
لا تقبل بالمفهوم العاطفي القائل بأن النجاح أمر غير معقول وغير طبيعي لا يحققه سوى بعض الأشخاص الموهوبين جداً. وإنما عليك أن تنشل نفسك من هذه الحفرة من الروتين وإيجاد جبل ما لتتسلقه. يقول ريتشارد باخ منذراً: " تمسك بما يقيّدك وكن على ثقة بأنه سيلتصق بك". وعليه؛ فلا يجد بك الاكتفاء بأقل مما أنت قادر على تحقيقه. فلم الاكتفاء بما هو عادي عندما تخّولك مواهبك الممزوجة بالحوافز والجهد تحقيق ما هو أفضل منه بأشواط من ذلك؟!
سواء أتعلّق الأمر بالحصول على أصدقاء جدد أم التمتع بمهنة مرضية يبقى الحلم مجرد حلمٍ عندما لا يحقق. والعامل الأقوى في تحقيق أي حلمٍ هو الاعتزاز بالنفس؛ بأن تؤمن بأنك تمتاز بالموهبة والإبداع وأنك جدير بحلمك وتستحق تحقيقه. وبالتالي، فإن أفشل الناس هو من لا يحاول. فعندما تلاحظ فرصة ما يجب أن تبدي استعداداً للاستفادة منها، وأتح لنفسك إمكانية المحاولة وإمكانية الفشل. ستظهر جهلك في مجال ما. احتفل بكل من فشلك وجهلك لأنك بذلك ستغدو أكثر حكمة. ولا تنسَ أن تتيح لنفسك فرصة النجاح أيضاً فالنجاح سيخولك أن تصبح أكثر حكمة أيضاً.


لقد خلُص الشاعر الروماني فرجيل إلى القول: "إنهم يستطيعون لأنهم يعتقدون أنهم يستطيعون"، إذ يجب أن تقتع نفسك بأن القيود أصغر وأقل من القيود الخيالية التي كنت تُخضع لها نفسك من قبل، فأن تتدبر أمورك ببساطة بينما تستطيع القيام بما هو أفضل ليس بالطريقة المثلى لتمضي بقية حياتك، إذ سيأتي وقت يحكّم عليك الإمساك بزمام أمورك لتُظر للعالم ولنفسك ما باستطاعتك القيام به.

**التدوينة من كتاب إيرني زيلنسكي "فكر أكثر تنجح أكثر - ١٠١ فكرة للنجاح في كل شيء"

هناك تعليقان (2):

  1. رائعX3
    دائماً ننتظر صف من الأشخاص ليصفقوا لنا على محاولاتنا، ولكن في الحقيقة يتواجد هذا الصف فعلا، ولكن ليقول لنا كم أحلامنا غبية وغير واقعية،،

    "فالتشكيك بالذات أمر شائع أكثر مما تظن؛ إذ كل واحد في هذا العالم يشك بذاته لدرجة معينة".
    كتير مريح انه الواحد يعرف انو مو لحاله في هذا التفكير المحبط

    شكرا روان وسلتها، كنت بحتاج هذا المقال

    ردحذف
    الردود
    1. لا انت مش لحالك...في ملايين مثلك وبغض النظر عن الأحلام والمشاريع الموجودة ببالك سأنتهز الفرصة لأخرج من صف المشككين وسأكون من الأشخاص الداعمين..لا تستمعي لأي حد وما تعملي إلا يلي ببالك وتذكري أن تندم على الأشياء التي فعلتها خير لك من أن تندم على الأشياء التي لم تفعلها :) :)

      حذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...