خفف من سعيك وراء السعادة وستلحق بك



في هذه الحياة المعاصرة، أيجدر بنا أن نذهل لأن كثيراً من الناس الذين يُنظر إليهم كناجحين لا ينعمون بالسعادة؟ وإذا لم تلاحظ بعد فإن تحقيق النجاح التقليدي أسهل بكثير من بلوغ السعادة. فمئات الآلاف من المضطربين نفسياً ناجحون لكن ما من واحد منهم سعيد.

إذا كيف تتحقق السعادة في حال كنت ناجحاً لا سعيداً؟ أولا لا تلحقها بيأس فهي على ما يبدو لا تحب اليائسين لبلوغها لذلك يستحسن أن تخفف من سرعة سعيك وراءها وستلحق بك على الأرجح. فكلما ازداد سعيك وراءها عن طريق النجاح أو غيره ازداد تجنّبها لك إذ ما من سبيل لتحقيق السعادة بشرائها أو بالمكافحة اللامتناهية لبلوغها.

والمفارقة أن تحقيقك السعادة سيبقى متغذراً طالما هي هدفك الأساسي في الحياة. فقد أكّد إريك هوفر أن "البحث عن السعادة يشكل واحداً من أسباب التعاسة الرئيسية". وكرر فكتور فرانكل بدوره تلك الآراء حين كتب "أن مجرد السعي وراء السعادة يعرقلها". وتوافق إديث وارتون على هذا الطرح قائلة: "لو توقفنا عن محاولة أن نكون سعداء لأمضينا وقتاً ممتعاً حقاً".

فبدلاً من مطاردة السعادة، ابدأ بالعيش وفقاً لمجرى الأمور لا كما يجب أن تكون، إذ تعزى التعاسة بمجملها إلى الاعتقاد أن الحياة يجب أن تكون مختلفة عما هي عليه. وبالتالي فإن السليم بالواقع كما هو يحررك من سجن الصورة المثالية التي رسمتها لحياتك.

ولا تجزع عندما لا يمنحك العالم ما تريد لأن الكون وهبك ما هو أفضل من كثير من الأشياء التي حرمت منها وما عليك سوى اكتشاف ما هي بالتحديد. والمثير للدهشة أن الحياة السعيدة لا تحقق بغياب التعاسة فهذه الأخيرة ستتسلل إلى حياتك شئت أم أبيت كما تفعل السعادة. أما ما تختار فعله في كلتي الحالتين فهو شأنك.

عندما تغفل السعادة عنك حاول أن تجد ما يمكن إيجاده من كنوز كامنة في تعاستك، فلن تستغرق السعادة وقتاً طويلاً قبل أن تتذكر من أنت وتعود لتتسلل إلى حياتك من جديد. ولا تنسَ أن كثيراً من الأمور الجيدة تحدث لك أكثر بعشر مرات من تلك السيئة. وهذا سبب وجيه لقضاء الوقت في الكلام بحماسة عن معجزة الحياة أكثر بعشر مرات من التذمر منها.
وفي أثناء بحثك عن الجنة الخيالية لا تتجاهل احتمال أن تكون الجنة حيث أنت، فيبدو أن كل شخص يريد أن يكون في مكان ما غير مكانه. وما عليك سوى اختيار البقاء حيث أنت في الوقت الراهن وستنعم عندئذ بالسعادة أكثر من 90% من الجنس البشري.


وإذا شئت أن تصبح أسعد حاول أن تجاري الحياة أكثر بقليل ودع الأمور تحدث بشكل طبيعي بدلاً من الاستمرار بمحاولة حثّها على ذلك، فمن الأسهل دائماً أن تمتطي الحصان بالاتجاه الذي تسلكه . وبعبارة أخرى؛ كن مصدر السعادة عوضاً عن البحث عنها. فما من داعٍ للسعي وراء السعادة عندما تكون آتياً من حيث هي.
وبالتالي فالسعادة طريقة سفر ونتاج تحقيق الأهداف لا مقصد أو هدف بحد ذاته. ويطلعنا معلمو مذهب "زن" بأننا نفسد جمال العيش بجعلنا السعادة غاية ويقولون إنها تتحقق بعيشنا اللحظة لأن السعادة تكمن فيما نفعل. لذا تعلم كيف تحيا وتكون سعيداً يوماً بيوم، وستتقن عندئذ كيفية العيش بسعادة دائمة.

التدوينة من كتاب إيرني زيلنسكي "فكر أكثر تنجح أكثر - ١٠١ فكرة للنجاح في كل شيء"

هناك تعليق واحد:

  1. وإذا شئت أن تصبح أسعد حاول أن تجاري الحياة أكثر بقليل ودع الأمور تحدث بشكل طبيعي بدلاً من الاستمرار بمحاولة حثّها على ذلك، فمن الأسهل دائماً أن تمتطي الحصان بالاتجاه الذي تسلكه . وبعبارة أخرى؛ كن مصدر السعادة عوضاً عن البحث عنها. فما من داعٍ للسعي وراء السعادة عندما تكون آتياً من حيث هي.
    وبالتالي فالسعادة طريقة سفر ونتاج تحقيق الأهداف لا مقصد أو هدف بحد ذاته. ويطلعنا معلمو مذهب "زن" بأننا نفسد جمال العيش بجعلنا السعادة غاية ويقولون إنها تتحقق بعيشنا اللحظة لأن السعادة تكمن فيما نفعل. لذا تعلم كيف تحيا وتكون سعيداً يوماً بيوم، وستتقن عندئذ كيفية العيش بسعادة دائمة.

    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...