قرأت لكم..


" نمت مدينتان لعمان، مدينة غربية، حول أحياء جبل عمان وجبل اللويبدة والشيميساني وأم أذينة وأم السماق وعبدون ودير غبار، المكونة من بنايات عائلية من أربعة طوابق محاطة بحديقة صغيرة أو من فيلات مختلفة الطراز (الطراز الشرقي بأقواسه، أو الأوروبي بسقف منحدر وقرميد أو معاصر بأشكال هندسية) وجميعها مغطاة بصفائح من الحجارة.
وهناك مدينة شرقية أكثر كثافة، مكونة من أبنية شيدها أصحابها بكتل من الحجر والإسمنت الرمادي، وبخدمات حضرية غير كافية ومدارس بدوامين (الفترة الصباحية من 7-11 صباحاً والمسائية من 11-3 بعد الظهر) لتستقبل الأطفال الذين حرموا من ساحات اللعب والمساحات الخضراء.
هناك إذن مدينة ملونة، مضاءة، مزينة بعرائش الجهنمية والياسمين الوفيرة ومزروعة بالنخيل والجاكرندة وفيها سيارات فارهة تقودها نساء بخصلات شقر مقابل مدينة رمادية حيث سيارات التاكسي والسرفيس المنهكة، وحيث ربات العائلات يذهبن للتسوق برفقة اثنين أو ثلاثة من أطفالهن المعلقين بأذيالهن.
في المدينة الغربية، هناك الشقق مدفأة شتاءً ومبردة صيفاً، تضيئها الثريات وللأطفال فيها غرفهم الخاصة، ولها فناء يلعبون فيه. وفي المدينة الشرقية، شقق مضاءة بالنيون ومدفأة بصوبات الغاز حيث الفرش تنبسط في المساء لينام عليها الأطفال."



"عمان مدينة الحجر والسلام"
 مريم عبابسة (صفحة 24-25)



* كم كان مؤلماً قراءة هذا المقطع..ربما لأنه حقيقيٌ جداً!

هناك تعليق واحد:

  1. كلام جميل جدا و دقيق جدا و قاسي جدا ..........هل ستتسع الفجوة ام ستنردم و يعود الناس الى حياة ما قبل المدينتين

    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...